أعلنت شركتا فايرز وبيونتك (PFIZER-BIONTECH) الأربعاء أن لقاحهما ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فعال بنسبة 100% لدى من تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، حسب نتائج تجربة سريرية، فلماذا هذا الخبر رائع ويمثل تقدما مهما في التصدي لكورونا؟
والبداية عندما قالت فايرز وبيونتك في بيان إن تجارب المرحلة الثالثة -التي شملت 2260 فتى وفتاة من تلك الفئة- "أظهرت فعالية بنسبة 100% واستجابات قوية للأجسام المضادة".
وأفاد المدير العام لمجموعة فايزر الأميركية العملاقة للأدوية ألبرت بورلا بأن المختبرين سيقدمان هذه البيانات إلى السلطات المختصة في العالم، "على أمل بدء تلقيح هذه الفئة العمرية قبل بداية العام الدراسي المقبل".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة مختبرات بيونتك الألمانية أوغور شاهين إن النتائج على الفتيان والفتيات بين 12 و15 عاما "مشجعة جدا في ضوء التوجهات الملاحظة في الأسابيع الماضية بشأن انتشار النسخة المتحورة من الفيروس التي رصدت في بريطانيا.
وكان لقاح فايزر-بيونتك أول لقاح ضد كوفيد-19 تتم المصادقة على استخدامه في العديد من الدول الغربية أواخر 2020، وسمحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باستخدامه لمن تبلغ أعمارهم 16 سنة وما فوق.
هل ستجري فايزر اختبارات على أطفال أصغر؟
نعم، باشرت فايزر وبيونتك الأسبوع الماضي دراسات سريرية على الأطفال، وشملت مجموعة أولى من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، على أن تتلقى مجموعة أصغر سنا (بين سنتين و5 سنوات) أول جرعة من اللقاح الأسبوع المقبل، في إطار الدراسة التي ستغطي كذلك الأطفال بين 6 أشهر وعامين.
لماذا نجاح لقاح كورونا مع الأطفال أمر رائع؟
اللقاح سيساعد في حماية الأطفال
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن البيانات تشير -حتى الآن- إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا يمثلون حوالي 8.5% من الحالات المبلغ عنها، مع عدد قليل نسبيًا من الوفيات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، وعادة يكون المرض خفيفًا. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن حالات مرض خطيرة كما هي الحال مع البالغين، وتم اقتراح الحالات الطبية الموجودة مسبقًا كعامل خطر للإصابة بأمراض خطيرة وقبول العناية المركزة عند الأطفال.
لذلك؛ فإن اللقاح سيساعد في تقليل خطر الإصابة، وأيضا تطوير مضاعفات لدى الأطفال.
ووفقا لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، فإن الإصابة بفيروس كوفيد-19 لم تقتصر على البالغين وكبار السن في مجتمعاتنا، بل على العكس من ذلك، فإن تقارير تشير إلى أن فيروس كوفيد-19 يؤثر بالفعل على الأطفال والمواليد الرضع، بل وفي بعض الحالات تحدث مضاعفات سريرية خطرة. ووفقًا للبيانات الحالية، فإن الأعراض السريرية لمصابي فيروس كوفيد-19 من الأطفال تكون أخف نسبيًا مقارنةً بالبالغين وكبار السن، ومع ذلك يحتاج بعض الأطفال المصابين إلى دخول المستشفى وحتى العناية المركزة.
وقال المعهد إن "دراسة حول حالات فيروس كورونا لدى الأطفال بأقسام الطوارئ -أجريت على 100 طفل إيطالي (أقل من 18 عامًا)- أشارت إلى أن 21% من المرضى الأطفال كانوا من دون أعراض، و58% منهم ظهرت عليهم أعراض خفيفة، و19% كانت الأعراض معتدلة، و1% عانوا من أعراض شديدة، و1% كانوا في حالة حرجة. وكان معظم الأطفال الذين دخلوا المستشفى يعانون من حالات مرضية سابقة، مثل أمراض رئوية أو أمراض القلب والأوعية الدموية، أو كانوا يعانون من تثبيط مناعي".
وأضاف معهد قطر أن المثير للدهشة أنه منذ بداية جائحة كوفيد-19 ظهرت تقارير عديدة حول مرضى صغار السن الذين ظهرت عليهم حالات التهاب متعددة في أعضاء الجسم مع أعراض مشابهة لمتلازمة الصدمة السُمية (toxic shock syndrome) وداء كاواساكي (Kawasaki disease).
ووفقا لمايو كلينيك (Mayo Clinic)، فمتلازمة الصدمة التسممية من المضاعفات النادرة التي تهدد الحياة لأنواع معينة من العدوى البكتيرية. وتنتج متلازمة الصدمة السامة غالبًا عن السموم التي تنتجها بكتيريا المكورة العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، ولكن قد تحدث الحالة أيضًا بسبب السموم التي تنتجها بكتيريا المجموعة العقدية (Streptococcus).
وتسبب متلازمة كاواساكي التهابا في جدران الأوعية الدموية، مما يضعف الشرايين التاجية، وقد يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية والإصابة بنوبة قلبية.
وفي إيطاليا وفرنسا، جاءت الإصابات الالتهابية في أجهزة متعددة أعلى بنحو 30 مرة خلال الجائحة مقارنةً بالفترة السابقة لانتشار الفيروس. وكان أغلب هؤلاء الأطفال المتأثرين ممن ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 أو تعرضوا بشكل محدد لفيروس سارس كوف-2، ولديهم مضاعفات مناعية خطيرة تتطلب عناية مكثفة؛ مما يشير إلى وجود صلة محتملة بين كوفيد-19 وحالة الالتهاب التي تصيب أجهزة متعددة في الجسم.
وحسب معهد قطر، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى الحالات المرتبطة بكوفيد-19 مثل متلازمة الالتهابات المتعددة التي تصيب أجهزة الجسم (multisystem inflammatory syndrome)، أو متلازمة الالتهابات المتعددة لدى الأطفال (pediatric multisystem inflammatory syndrome).
وتبيّن أن الأطفال الذين يعانون من المتلازمتين لديهم استجابة مناعية تؤثر على الأعضاء والأوعية الدموية، وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى تلف في القلب. كما تظهر أعراض هاتين المتلازمتين في شكل حمى شديدة تستمر أكثر من 5 أيام، وألم شديد في البطن، وقيء، وإسهال، وطفح جلدي، وتغيرات في لون الجلد، وصعوبة في تناول الغذاء والشراب والتنفس، وألم في الصدر. ويمكن أن تشمل الأعراض أيضًا تورما واحمرار اليدين والقدمين، مع احمرار أو تشقق الشفتين أو اللسان، وتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
اللقاح سيساعد في تقليل نقل الأطفال للعدوى
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه نظرًا لأن الأطفال يعانون عمومًا من مرض أكثر اعتدالًا وأعراض أقل، فقد تمر الحالات أحيانًا من دون أن يلاحظها أحد. والأهم من ذلك أن البيانات المبكرة من الدراسات تشير إلى أن معدلات الإصابة بين المراهقين قد تكون أعلى من الأطفال الأصغر سنًا.
ووفقا لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، فإن كوفيد-19 يمكن أن يصيب الأطفال من دون ظهور أعراض في العديد من الحالات، ويُتوقع أن يشارك هؤلاء الأطفال في انتقال العدوى بين أفراد المجتمع، لا سيما بالنظر إلى أن كوفيد-19 يتجلى في هذه الفئة العمرية كعدوى تصيب الجهاز التنفسي العلوي وتكون أكثر عرضة للانتقال.
إن إعطاء لقاح كورونا للأطفال سيساعد في تقليل نقل العدوى بين الأطفال، وبالتالي تقليل نقل العدوى من الأطفال إلى فئات المجتمع الأخرى، التي هي أكثر تأثرا بمضاعفات المرض، مثل مرضى الأمراض المزمنة والمسنين.