أتى الشتاء حاملا معه حزمة من الأمراض والمشاكل، مثل الإنفلونزا، لكن ظهور فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19 جعل التشخيص أكثر تعقيدا، خاصة إذا كان الشخص يعاني من الحساسية. فكيف نفرق بين الحساسية وكورونا؟ وما أبرز النصائح لشتاء صحي؟ وكيف نهوّي المنزل بطريقة تحمي من كورونا؟ وكيف نقوي المناعة في الشتاء؟ الجواب في هذا التقرير.
وسنقدم المعلومات في 7 أسئلة:
1- كيف نفرق بين الإنفلونزا وكوفيد-19؟
في تقريره الذي نشرته صحيفة "لو فيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، قال الكاتب باسكال غرانميزون إنه منذ بداية سنة 2020 أدى ظهور فيروس كوفيد-19 إلى تعقيد التشخيص؛ نظرا لأن بعض أعراضه -مثل الحمى والسعال وآلام الجسم- تشبه أعراض الإنفلونزا، في حين أن معدل الوفيات أعلى، حتى بين الشباب والأطفال.
وتنتشر الإنفلونزا بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني وأبريل/نيسان، وتكون الإصابة بها أكثر في نهاية ديسمبر/كانون الأول وبداية يناير/كانون الثاني، وهي تصيب -على سبيل المثال- من مليونين إلى 8 ملايين شخص كل عام في فرنسا، مع تسجيل زيادة في عدد الوفيات من 8 آلاف إلى 14 ألف وفاة خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، خاصة بين صفوف الأشخاص من ذوي الوضع الصحي الهش.
وتختلف حدة الفيروس من سنة إلى أخرى، ويرجع ذلك إلى أن هناك العديد من فيروسات الإنفلونزا، التي لا يمكن التنبؤ بها، والتي يمكن أن تشهد طفرة جينية بسرعة كبيرة، وتصبح أكثر خطورة بمرور الوقت.
وعلى عكس بعض المعتقدات، ليست الإنفلونزا مجرد نزلة برد حادة، بل يمكن أن تكون لها مضاعفات قاتلة.
وأكد الكاتب أن من المهم تلقي تطعيم الإنفلونزا، لأنه يمنع العدوى الخطرة. ويكتسب الخضوع للقاح هذا العام أهمية بالغة لأنه يحد من الخلط بين أعراض الإنفلونزا وأعراض كوفيد-19، ويساعد التشخيص الصحيح على تلقي العلاج المناسب في أسرع وقت ممكن، وكذلك وقف انتشار فيروس كورونا بين السكان.
2- حساسية أم كورونا؟
أوردت مجلة "فرويندين" (Freundin) الألمانية أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) يسبب قلقا بالغا لدى مرضى حساسية الأنف؛ نظرا لتشابه أعراض المرضين.
وأوضحت المجلة المعنية بالصحة أن الأعراض المتشابهة بين التهاب الأنف التحسسي وفيروس كورونا المستجد تتمثل في:
1- السعال الجاف
2- ضيق التنفس
3- سيلان الأنف
في المقابل، يمكن التفرقة بين التهاب الأنف التحسسي وفيروس كورونا من خلال أن أعراض فيروس كورونا تشمل بالإضافة إلى ذلك:
1- الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة
2- فقدان حاستي الشم والتذوق على نحو مفاجئ
3- آلام العضلات والمفاصل
ويوضح الرسم الآتي 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا، ولمعرفة القائمة التفصيلية لأعراض عدوى كورونا اضغط على هذا الرابط.
3- كيف تهوّي المنزل في الشتاء بطريقة تقيك عدوى فيروس كورونا؟
نصح المعهد الألماني للوقاية من الحوادث بتهوية المنازل بصورة منتظمة، وذلك للوقاية من عدوى فيروس كورونا، فضلا عن أنها تمنع تكوّن الرطوبة وظهور العفن في غرف المنزل.
وأوضح خبراء المعهد الألماني أن التهوية المنتظمة تساعد على دخول الهواء النقي ومنع الرطوبة أو ظهور العفن، الذي يجد بيئته الخصبة في الجو الرطب الدافئ.
ويتعين أن تتم عملية التهوية للمنزل أكثر من مرة في اليوم الواحد، وذلك لاستبدال الهواء الرطب بالهواء الجاف من الخارج، ومع ذلك قد يتطلب الأمر تدفئة الغرفة بعد التهوية في بعض الأجواء شديدة البرودة.
من جهته، أكد مركز حماية المستهلك بولاية مكلنبورج فوربومرن الألمانية أهمية التهوية السليمة للمنزل خلال فصل الشتاء، وذلك من أجل تجنب تكوّن العفن على الجدران.
وأوضح الخبراء الألمان أن فطريات العفن يمكن أن تتكاثر على الجدران مباشرة بدءا من نسبة رطوبة في الهواء تتراوح بين 70 و80%.
ولتجنب ذلك ينبغي تهوية المنزل بطريقة التيارات الهوائية بمعدل مرة إلى مرتين يوميا لمدة تتراوح بين 3 و5 دقائق، مع مراعاة زيادة مرات التهوية كلما زاد عدد الأشخاص المتواجدين داخل المنزل.
جدير بالذكر أن الرطوبة في الهواء لا ترجع إلى الطهي في المطبخ أو الاستحمام فقط، بل أيضا إلى التنفس والتعرق الليلي.
4- كيف تتقي اكتئاب الشتاء؟
قال الكاتب غرانميزون في "لو فيغارو" إنه يعاني ما بين 4 و10% من سكان دول الشمال -بما في ذلك كندا وفرنسا- من متلازمة الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو اكتئاب خفيف يصيب المرء عادة بين شهري سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول؛ وذلك نتيجة تعرض الشخص لكمية قليلة من ضوء الشمس في الشتاء.
وقال غرانميزون إن الطبيب النفسي الأميركي نورمان روزنتال هو أول من وثّق الاضطرابات الناتجة عن قلة التعرض لضوء الشمس خلال فصل الشتاء، والآثار المفيدة للتعرض للضوء الاصطناعي الذي يحاكي ضوء الشمس، الذي تبين أن تأثيره على الساعة البيولوجية وإنتاج الهرمونات مشابه لفعالية مضادات الاكتئاب، حيث يساعد الضوء على تحفيز إنتاج السيروتونين الذي يعمل على تحسين المزاج.
من جهته، قال البروفيسور أندرياس هيلرت -في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية- إن بعض الأشخاص يعانون خلال فصل الشتاء من مشاعر الحزن والكآبة واعتلال المزاج والخمول وفقدان الدافعية واضطرابات النوم وضعف التركيز والشعور بالتعب، وهو ما يعرف باكتئاب الشتاء، وذلك بسبب الأجواء السائدة خلال هذا الوقت من العام والمتمثلة في الظلام والغيوم والأمطار وبرودة الطقس.
وأضاف عالم النفس الألماني أن اكتئاب الشتاء هو اكتئاب موسمي يزول غالبا بانتهاء فصل الشتاء، مشددا على ضرورة استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض سالفة الذكر لما بعد الشتاء؛ حيث قد يشير ذلك إلى الإصابة باكتئاب حقيقي، خاصة إذا كانت هذه الأعراض مصحوبة بأعراض أخرى مثل الانعزال واليأس والانهزامية والتفكير في الانتحار أو إيذاء النفس.
ولمواجهة اكتئاب الشتاء ينصح هيلرت بالتعرض لضوء الشمس؛ حيث يعمل ضوء النهار على تحسين الحالة المزاجية وطرد الأفكار السلبية. كما أنه يقلل إفراز الجسم لهرمون النوم "الميلاتونين"، الذي يفرزه الجسم عند الظلام.
5- كيف نقوي جهاز المناعة في فصل الشتاء؟
1- تناول تغذية صحية تزود الجسم بالفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الذي يلعب دورا مهما في آليات المناعة، وغالبًا ترجع العدوى المتكررة إلى نقص الحديد، الذي يتوفر في أطعمة مثل اللحوم الحمراء والبيض والعدس.
2- الحصول على قسط كاف من النوم.
3- ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة بشكل يومي.
6- كيف نحمي البشرة في فصل الشتاء؟
تتسبب الرطوبة المنخفضة والأجواء الباردة والهواء الساخن عادة في الإضرار بالبشرة خلال فصل الشتاء، وللتغلب على هذه المشكلة قدمت اختصاصية الأمراض الجلدية بمدينة هامبورج الألمانية آنا براندنبورج بعض النصائح والإرشادات للحصول على بشرة مشرقة ومتوهجة خلال فصل الشتاء.
في البداية، نصحت براندنبورج بإجراء عملية التقشير بالإنزيمات مع استعمال "سيروم" العناية وأقنعة الترطيب بصورة منتظمة وكريم نهاري يحتوي على نسبة عالية من الدهون لحماية البشرة من البرد.
وشددت آنا براندنبورج على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي، الذي يعد من أهم عوامل الحفاظ على نضارة البشرة، بالإضافة إلى تناول الكثير من السوائل، ونصحت بشرب شرائح الزنجبيل في الماء الساخن لتعزيز الجهاز المناعي وتنشيط الدورة الدموية، مع الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة لإمداد الجسم بالفيتامينات، مثل فيتامين "سي"، مما يساعد في الحفاظ على نضارة البشرة وليونتها.
وأضافت الخبيرة الألمانية أن الخروج من المنزل وممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق يعود بالفائدة على البشرة أيضا، حيث يعمل الانتقال من الأجواء الباردة إلى الساخنة والعكس على تدريب الأوعية الدموية، وبالتالي يتدفق الدم بصورة أفضل، وإلى جانب التأثيرات الصحية لممارسة الرياضة في الهواء الطلق فإن أشعة الشمس تعمل على زيادة مستوى فيتامين "د" في الجسم.
7- ما متلازمة "لونغ كوفيد"؟
نختم بهذا السؤال، الذي يأتي بعد مرور سنة على ظهور فيروس كورونا، والذي تجيب عنه البروفيسورة كاترين ريتس، قائلة إن بعض مرضى فيروس كورونا المستجد يعانون من بعض الآثار طويلة الأمد بعد التعافي من الفيروس، في ما يعرف بمتلازمة كوفيد طويل الأمد "لونغ كوفيد" (Long-covid syndrome)، أو متلازمة ما بعد كوفيد "بوست كوفيد" (Post-covid syndrome).
وأوضحت طبيبة الأعصاب الألمانية أن أعراض هذه المتلازمة تتمثل في:
1- الشعور المستمر بالتعب
2- تراجع القدرة على التحمل وبذل المجهود
3- آلام العضلات والمفاصل
4- اضطرابات حاستي الشم والتذوق
5- اضطرابات التركيز والانتباه
وأضافت ريتس أن نتائج دراسة حديثة شملت نحو 2500 مريض أظهرت استمرار معاناة المرضى من ضيق التنفس لعدة أسابيع بعد التعافي من كورونا.
وأردفت البروفيسورة الألمانية أن شدة الأعراض ومدتها تختلف من مريض إلى آخر، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك القليل من البيانات المتوفرة حول هذه المتلازمة بسبب الافتقار إلى الدراسات طويلة الأمد.
وبشكل عام، تنصح ريتس المرضى بتدوين الأعراض في مفكرة يوميا لرصد مسار المتاعب بصورة أفضل، حتى إذا كانت متأرجحة؛ حيث يساعد ذلك الطبيب على تقييم الوضع بصورة أفضل؛ حيث يمكن -على سبيل المثال -علاج الآلام بالأدوية أو إجراء اختبارات نفسية عصبية والخضوع للعلاج النفسي العصبي أو العلاج الوظيفي في حال المعاناة من اضطرابات التركيز والانتباه.