ظهرت بؤر إصابة جديدة بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية، وسجلت الهند قفزة قياسية، وبينما عادلت حصيلة المتوفين بالولايات المتحدة ضحايا ثلاث حروب فقدت مصر المزيد من أطبائها جراء الفيروس، وسط انتقادات لتعامل السلطات مع الوباء.
فقد سجلت كوريا الجنوبية اليوم الخميس 79 إصابة جديدة بفيروس كورونا، معظمها في العاصمة سول، في حصيلة هي الأعلى خلال خمسين يوما، وهو ما أثار مخاوف من أن البلاد قد تشهد موجة ثانية من الوباء بعدما أوشكت على السيطرة عليه.
وبسبب الإصابات الجديدة التي تم تفسيرها بخرق الإجراءات الصحية في عدة أماكن أعيد فتحها مؤخرا، أعادت السلطات فرض قيود للتباعد الاجتماعي الخميس، وكانت كوريا الجنوبية -التي توصف بأنها نموذج عالمي في طريقة إدارتها أزمة كورونا- قد رفعت مؤخرا إجراءات الإغلاق، مما سمح باستئناف العديد من الأنشطة، بما فيها الدراسة.
وفي الهند -التي تشهد عودة بطيئة للحياة العادية قبيل رفع الإغلاق المستمر منذ شهرين الأحد المقبل- سجلت اليوم 6500 إصابة جديدة بالفيروس، في قفزة كبيرة تنذر بتفش واسع للوباء في هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه 1.3 مليار نسمة.
وفي آسيا أيضا، سجلت اليوم إصابتان لوافدين في الصين التي أعلنت أنها تمكنت من السيطرة على الوباء، وفي حين تتزايد الإصابات في دول أخرى بالقارة مثل الفلبين فإنها تتراجع في أخرى مثل ماليزيا.
حصيلة 3 حروب
وفي الولايات المتحدة، تخطى عدد المتوفين جراء الفيروس 102 ألف، ووصفت رويترز العدد بأنه أكبر من مجموع القتلى الأميركيين في حروب كوريا وفيتنام والعراق مجتمعة، وأعلى من ضحايا الإنفلونزا الموسمية منذ 1958، في حين تجاوز عدد المصابين 1.7 مليون مصاب.
وتتزامن الحصيلة الجديدة في الولايات المتحدة مع انخفاض متوسط العدد اليومي للوفيات وعودة المتاجر إلى العمل وخروج بعض الأميركيين من العزل العام.
وفي أوروبا -التي تشهد رفعا متدرجا لإجراءات الحجر- يتواصل التراجع الذي شهد قبل أسابيع ارتفاعا في عدد الوفيات والإصابات، خاصة في الدول الأكثر تأثرا مثل إيطاليا وإسبانيا، في حين أعلنت روسيا اليوم ارتفاع إجمالي المصابين فيها بالفيروس إلى 379 ألفا إثر تسجيل أكثر من ثمانية آلاف إصابة جديدة، وثاني أعلى حصيلة يومية للوفيات.
وفي مناطق أخرى بالعالم، لم تسجل نيوزيلندا أي حالة جديدة لليوم السادس، في حين أعلنت سلطات شمال قبرص خلوها من الإصابات لليوم الأربعين.
وفي تركيا -التي تشهد تراجعا كبيرا في عدد المصابين والمتوفين- استؤنفت اليوم حركة القطارات السريعة بين أنقرة وإسطنبول، في حين ستستأنف صلوات الجماعة في المساجد بداية من يوم غد الجمعة
مصر والدول العربية
عربيا -وتحديدا في مصر- نعت نقابة الأطباء مصر استشارية الأشعة في مستشفى صدر المحلة الطبيبة مشيرة محفوظ قدسي بعد وفاتها بفيروس كورونا، وكانت النقابة أعلنت وفاة ثلاثة أطباء أمس الأربعاء بسبب إصابتهم بالفيروس.
وحملت النقابة وزارة الصحة المسؤولية لعدم توفيرها التحاليل اللازمة ومعدات الحماية للأطباء خلال عملهم في مكافحة كورونا، وأكدت أن حالة الغضب والاستقالات التي تقدم بها البعض هما نتيجة نقص مستلزمات الحماية.
في المقابل، اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من وصفهم بأعداء الوطن بالتشكيك في جهود الدولة في مكافحة الوباء.
عربيا أيضا، سجلت اليوم وفيات في كل من السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان والسودان، في حين سجلت تونس 17 إصابة جديدة لمواطنين وافدين موجودين في الحجر الصحي، ولكن لم تسجل إصابات محلية.
أما السعودية فأعلنت عن تدابير تعتزم تطبيقها على مرحلتين في مكة المكرمة بداية من الأحد المقبل، وذلك لرفع منع التجول جزئيا وعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها بالمدينة.
حصيلة عالمية
عالميا، تجاوز اليوم عدد المتعافين 2.51 مليون، في حين تجاوز عدد المصابين 5.81 ملايين، وارتفع عدد المتوفين إلى 358 ألفا، ولا تزال تسجل آلاف الإصابات الجديدة حول العالم في وقت لا يبدو في الأفق ما يشير إلى قرب التوصل إلى علاج لفيروس كورونا المستجد الذي ظهر لأول مرة في الصين أواخر العام الماضي.
ووفق معطيات موقع "وورلد ميتر"، فإن الولايات المتحدة تتصدر قائمة البلدان الأكثر تسجيلا لإصابات كورونا بأكثر من 1.74 مليون، تليها البرازيل في المرتبة الثانية بأكثر من 414 ألف إصابة بينها أكثر من 25 ألف حالة وفاة بعد تسجيل أكثر من 1000 وفاة إضافية، ثم روسيا في المرتبة الثالثة بأكثر من 379 ألفا تشمل أكثر من 4100 وفاة، ثم إسبانيا بأكثر من 283 ألف إصابة بينها أكثر من 27 ألف وفاة.
وفي البرازيل -البلد الأكثر تضررا من الفيروس بأميركا اللاتينية- يستمر تفشي الفيروس بوتيرة سريعة في مناطق واسعة مع تسجيل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
وفي أفريقيا، تجاوز اليوم عدد المصابين بفيروس كورونا خمسة آلاف مصاب خلال يوم واحد، مما يرفع الإجمالي إلى 51 ألفا، بينهم 37 ألفا في دول شمال القارة.
وفي أوروبا، تسبب انتشار الفيروس كورونا بوفاة أكثر من 175 ألف شخص، مع ثلاثة أرباع هذا العدد في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية حتى صباح اليوم.
وفي منطقة الخليج، قالت وكالة رويترز إنها أحصت أكثر من 200 ألف إصابة بالفيروس في دول المنطقة الست، مشيرة إلى أن سلطات هذه الدول وسعت نطاق عمليات الفحص.
تداعيات على الأطفال
وقد حذرت منظمتا يونيسيف وأنقذوا الأطفال من أن ما يقارب 86 مليون طفل حول العالم سينضمون إلى قائمة الفقر بحلول نهاية العام الجاري بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وأظهرت دراسة مشتركة للمنظمتين أن عدد أطفال العالم الذين يعانون من الفقر سيبلغ بحلول نهاية هذا العام 672 مليونا، أي بزيادة 15% عن العام الماضي.
وأشارت الدراسة إلى أن ثلثي هؤلاء الأطفال تقريبا يعيشون في دول أفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى ودول أخرى في جنوب آسيا، غير أن الزيادة الكبرى في عدد الأطفال الذين سيعانون من الفقر بسبب الجائحة ستحدث في أوروبا وآسيا الوسطى.
