تلقى ملايين الأميركيين رسائل إلكترونية من مدارس أولادهم تؤكد لهم استعداداها للتعامل مع أي انتشار واسع محتمل لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وجاءت الرسالة التي وصلت أمس للبريد الالكتروني وهواتف أولياء أمور الطلاب في المراحل الدراسية قبل الجامعية بعنوان "إجراءات احترازية".
وورد بالرسالة "نرغب أن نشارك معكم ما لدينا من معلومات جديدة، إضافة لشرح جهودنا للتأكيد على سلامة وصحة كل طلاب المدرسة. لقد تلقينا الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول انتشار فيروس المعروف باسم كورونا. ونؤكد لكم أننا اتخذنا كل الإجراءات الضرورية لضمان نظافة المدرسة بصورة كاملة واستعدادنا للتعامل مع أي ظهور للفيروس. لقد تم تعقيم كل أبواب ومداخل المدرسة، كما أضفنا أدوات لوقف انتشار أي عدوى".
وطالبت المدارس من أولياء أمور التلاميذ والطلاب بالتأكيد على نظافة أولادهم، وعلى ضرورة تنظيف وغسل أيديهم ووجوههم بالماء والصابون عدة مرات في اليوم.
وأضافت رسالة المدرسة -التي وصلت إحداها إلى مراسل الجزيرة بواشنطن- أنه تم "الطلب من كل من زار الصين مؤخرا أو من تعامل مع أشخاص زاروا الصين مؤخرا أن يبقوا بمنازلهم لمدة 14 يوما، وأن يقدموا وثائق طبية تؤكد بقاءهم بمنازلهم طوال هذه الأيام".
وتزامن وصول هذه الرسائل لأولياء الأمور مع انتشار خبر انتقال عدوى كورونا لشخص بولاية كاليفورنيا لم يحتك بأي شخص مصاب بالمرض، ولم يسافر إلى خارج الولايات المتحدة، وهو ما جعله أول حالة من نوعها داخل البلاد.
وارتفع عدد الحالات المؤكد أصابتها بفيروس كورونا بالولايات المتحدة إلى ستين حالة منها 45 حالة لأميركيين أعيدوا من مدينة ووهان مركز تفشي المرض بالصين، والباقون تمت إعادتهم من على ظهر سفينة دياموند برينسيس الموبوءة التي تم احتجازها قبالة السواحل اليابانية.
وخصصت وزارة الدفاع عدة معسكرات طبية منعزلة للتعامل مع المصابين بالعدوى.
في الوقت ذاته ظهر الرئيس دونالد ترامب بصحبة كبار مسؤولي قطاع الصحة ليؤكد للشعب استعداد بلاده للتعامل مع أي انتشار واسع للعدوى.
وعين ترامب نائبه مايك بنس منسقا لجهود الإدارة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وأشاد بسياساته خاصة فرض حظر وقيود دخول مسافرين من مناطق موبوءة مما قلل من انتشار الفيروس داخل الولايات المتحدة.
وكان عدد كبير من أعضاء مجلسي الكونغرس قد اتهموا إدارة ترامب بالتلكؤ في التعامل مع فيروس كورونا، وعدم اتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية بالجدية والسرعة اللازمة.
وأشارت تقارير إخبارية إلى المركز الأميركي لمكافحة الأمراض يعمل على مدار الساعة للتوصل إلى طرق لاحتواء الانتشار العالمي للفيروس.
من ناحية أخرى، نُقل عن د. نانسي ميسونييه مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي قولها في تصريح صحفي "عند مرحلة ما، من المحتمل أن نشهد انتشارا لكورونا بالولايات المتحدة، وهذا الأمر سيؤدي إلى حدوث تغيير في إستراتيجية الاستجابة للمرض".