[ توقيت أخذ الدواء ليس أمرا مهما بالنسبة لنحو 30% من الأدوية (بيكسابي) ]
غالبا ما يعتمد التوقيت المثالي لتناول دواء ما على نوع هذا الدواء والحالة التي ترغب في علاجها. وبينما لا يكتسي الوقت أي أهمية بالنسبة لبعض الأدوية، فقد يوصي الصيدلي بتناول أدوية أخرى في الوقت ذاته من كل يوم.
وفي تقريرهما الذي نشره موقع "ذي كونفرسيشن" الأسترالي، قال الكاتبان نايل ويت وأندرو بارتليت إن التقديرات تشير إلى أن التوقيت ليس أمرا مهما بالنسبة لنحو 30% من الأدوية. في المقابل، أظهرت دراسة حديثة أن أدوية ضغط الدم تكون أكثر فعالية عند تناولها في الليل. لذلك، كيف يمكنك معرفة إن كان توقيت تناول الدواء الخاص بك مهما؟
قبل الدخول في التفاصيل يجب التأكيد أن المعلومات التي سنوردها هنا هي عامة وللاسترشاد فقط، وللتأكد من التوقيت المثالي لتناول دوائك يجب استشارة طبيبك أو الصيدلي، لأن لكل شخص حالته الخاصة ووضعه الصحي الخاص.
متى يكون التوقيت غير هام؟
أفاد الكاتبان بأنه في معظم الحالات، لا يعتبر توقيت تناول الدواء مهما. فمثلا، بإمكانك تناول مضادات الهيستامين من النوع الذي لا يسبب النعاس لعلاج حمى القش، أو مسكنات الألم عند الحاجة. ولا يهم إن كنت تتناولها صباحا أم في الظهر أم أثناء الليل، حيث ينبغي إيلاء الاهتمام الأكبر للفاصل الزمني بين كل جرعة.
علاوة على ذلك، ينبغي تناول الباراسيتامول كل أربع ساعات على الأقل، وكلما كان الفاصل الزمني بين الجرعتين أقل، واجهتَ خطر الإصابة بالتسمم.
متى يصبح التوقيت مهما؟
أشار الكاتبان إلى أن بعض المشاكل الصحية تستدعي منا تناول الأدوية في أوقات معينة. فمثلا، من المنطقي تناول أدوية النوم -على غرار تيمازيبام- في الليل قبل الخلود إلى الفراش. كما يُستحسن تناول بعض مضادات الاكتئاب -بما فيها الأميتريبتيلين والميرتازابين- أثناء الليل نظرا لأنها تسبب النعاس.
أما بالنسبة لأنواع أخرى من الأدوية، فيعتبر تناولها في الصباح أكثر منطقية، ويشمل ذلك مدرات البول -مثل فوروسيميد- التي تساعدك على التخلص من السوائل الزائدة عن طريق البول.
وأضاف الكاتبان أنه في سبيل فهم السبب وراء ضرورة تناول بعض الأدوية الأخرى أثناء فترات معينة من اليوم، ينبغي أن نفهم وتيرة إيقاعنا اليومي والساعة البيولوجية لأعضائنا الداخلية. في الواقع، تعمل بعض الأنظمة في أجسامنا في أوقات مختلفة، إذ تكون الإنزيمات التي تتحكم في إنتاج الكوليسترول في الكبد مثلا أكثر نشاطا أثناء الليل، وهو ما يفسر الفوائد وراء تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول -مثل سيمفاستاتين- في الليل.
وفي حالات معينة، يجدر تناول الأدوية فقط خلال أيام معينة من الأسبوع. ويعرف الميثوتريكسيت بأنه دواء يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي وحالات الصدفية الحادة، ويعتبر توقيت تناوله أمرا بالغ الأهمية. كما ينبغي أن يتناوله المريض في اليوم ذاته ومرة واحدة في الأسبوع.
وإذا كنت تتبع طريقة خاطئة في تناولها، فيُحتمل أن يؤدي ذلك إلى إصابتك بمرض خطير، أو في بعض الأحيان إلى الموت.
ماذا عن أدوية ضغط الدم؟
ذكر الكاتبان أن الجسم ينظم ضغط الدم عبر هرمونات تعرف باسم نظام الرينين وأنجيوتنسين والألدوستيرون. وعموما، يستجيب هذا النظام لإشارات مختلفة، مثل انخفاض ضغط الدم أو الأنشطة المسببة للإجهاد، ويتحكم في كميات الدم وفي تضييق الأوعية الدموية بهدف تنظيم ضغط الدم لدى الشخص.
وتجدر الإشارة إلى أن دراسة حديثة كشفت أن أدوية ضغط الدم تعمل بفعالية أكبر أثناء الليل. وفي سياق متصل، وجدت هذه الدراسة أن تناول أدوية ضغط الدم في الليل ساعد على التقليل بشكل كبير (بنسبة 45%) من احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، مقارنة بتناولها في الصباح.
وفي الختام، أوصى الكاتبان بأنه إذا راودتك الشكوك حول التوقيت المثالي لتناول أحد أدوية ضغط الدم، فاحرص على استشارة الصيدلي أو الطبيب، إذ بينما تتزايد الأدلة التي تثبت فعالية تناولها في الليل، يُحتمل ألا يكون ذلك مناسبا لحالتك.