كانت ابنتي تنفجر غضبا لأتفه الأسباب ولأبسط المواقف، ورغم أنها بدأت تتحكم في عواطفها بشكل أفضل بعد أن أصبحت أكبر سنا، فإنه لا تزال هناك مواقف لا تعرف كيفية التعامل معها بشكل جيد.
ويعد هؤلاء الأطفال غالبا غريبي الأطوار، لكنهم في الحقيقة حساسون للغاية، ويؤثر كل شيء عليهم بشكل كبير، وينبغي على الأهل مساعدتهم على إدارة عواطفهم قدر الإمكان.
وفي ما يلي بعض النصائح التي تساعدنا على التعاطف مع الطفل العنيد، حسب تقرير الكاتبة لولا روفاتي، النابع من تجربتها مع ابنتها، والذي نشر بمجلة "بيبيس إي ماس" الإسبانية:
النظر في عينيه
أول شيء عليك القيام به هو الحفاظ على التواصل البصري مع طفلك، من خلال النزول لمستواه والنظر في عينيه، حيث يعرف ذلك باسم "الاستماع الفعال". ويمكن أن يفتح هذا الإجراء البسيط باب التواصل مع طفلك، خاصة عندما تكون بنفس مستواه لمساعدته. لذلك، حاول اكتشاف ما يثير غضبه أو انزعاجه ثم اسع لحله.
التحقق من مشاعره
نسارع غالبا للتوبيخ أو إصدار الأحكام عندما يكون ما يهم حقا هو ما يشعر به الطفل. لذلك، عبري عن تعاطفك مع طفلك وعن قبول ما يقوله من خلال تحريك رأسك، وضعي نفسك مكانه. اجعليه يعرف أنك تفهمين مشكلته، وأنك دائمة التواصل معه لمعرفة احتياجاته.
القدرة على التوقع
مع مرور الوقت -تقول الكاتبة- أدركت أن لحظات الإحباط التي تمر بها ابنتي كانت في كثير من الأحيان تتعلق بنا. لقد كنا نغير خططنا كل دقيقة وهو ما ولّد لديها شعورا بانعدام الأمان.
لذلك، تحدثي لطفلك بشأن ما ستفعلونه اليوم أو غدا، أو في عطلة نهاية الأسبوع، وحاولي الحفاظ على هذا النسق. وإذا كانت هناك تغييرات اشرحيها له مقدما، لأن المفاجأة يمكن أن تؤدي إلى إصابتهم بأزمات عاطفية.
توفير بيئة داعمة
المرور بحالات غضب أمر لا مفر منه أحيانا، بل إن القيام بذلك جيد. إلا أنه يصبح مرهقا وسلبيا عندما ينفجر الطفل بسبب أي موقف لا تعرف الأمهات كيفية معالجته.
ستحدث مواقف قد ينفجر فيها طفلك، ولكن ينبغي أن توفر له بيئة داعمة وعاطفية. وإذا كان صغيرا في السن، حاول الاقتراب منه وعانقه. أما إذا كان أكبر سنا ولا يريد أن تحضنه، فحاول أن تظهر له أنك دائما على استعداد لدعمه والوقوف إلى جانبه.
الاتفاق مع طفلك
الاتفاق مع الأطفال الصغار يعمل عادة بشكل جيد. فعلى سبيل المثال، قل له "نحن ذاهبون للحديقة"، وأكمل الجملة بقولك "هل أنت موافق؟ حسنا؟" ليكون هذا شكلا من أشكال الاتفاق.
إضافة إلى ذلك، تجنبنا غالبا التفسيرات التي نقوم بشرحها بشكل جيد العديد من نوبات الغضب. فرغم أن الأطفال صغار، فإن هناك أشياء يمكنهم فهمها جيدا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن نقول لهم "أنا أفهم أنك تريد حقا الذهاب إلى الحديقة للعب. وسنفعل ما تريد، ولكن علينا أولا الذهاب لشراء طعام العشاء، وإلا سنعود للمنزل ولن يكون هناك طعام".
تنفس مع طفلك
التنفس يعد آلية رائعة لطمأنة الطفل، ويمكن القيام بذلك في أي وقت. وفي حال رأيت أن طفلك انفجر أو على وشك أن ينفجر، ابحث عن مكان منعزل وساعده على التنفس حتى يهدأ، كما بإمكانك اللجوء لما يسمى 5-2-6، أي أن استنشق الهواء وأن أحصي إلى رقم خمسة، وألا تتنفس لمدة ثانيتين وأخرج الهواء بعد أن أعد للرقم ستة.
أشياء تصرف انتباهه
يمكن أن تشتت أغنية مفضلة لديه أو العد للرقم عشرة أو أي تقنيات أخرى انتباه طفلك عن شيء ما. وتعمل هذه الطرق -إضافة إلى التنفس- على منع غضب الطفل أو نوبات البكاء أو الغضب التي تنتابه. لكن بمجرد طمأنة الطفل يجب التحدث عن النزاع وإيجاد حل له.
امنحه وقتا
عندما تنتاب الطفل موجة غضب شديدة، يجب إتاحة الوقت له ليهدأ قبل الحديث عما يزعجه. وفي هذه الحالة، يتعين عليك التعاطف معه والتحقق من صحة عواطفه، لكن حاول التحدث معه في وقت لاحق في المنزل وتهدئته. وبعد سويعات ستلاحظ الفرق.
دغدغة الطفل وتقبيله
لا يقبل كل الأطفال طريقة اللعب هذه على حد سواء، بل إنها تثير غضب الكثيرين منهم. وهناك حالات تكون فيها الدغدغة أو القبلات ذات تأثير فعال. ويمكن أن تكون أسلوبا جيدا لإلهائه. وبطبيعة الحال، ينبغي معرفة متى يجب تطبيقها.
حدد أسماء لعواطف طفلك
بمجرد تخطي لحظة الانفجار، التي يمكن أن تكون نوبات غضب أو بكاء أو أزمة قلق أو أي أسلوب يستخدمه الطفل للتعبير عن غضبه، فالشيء الأكثر أهمية يتمثل في تحديد اسم لتلك المشاعر التي جعلته يقوم برد فعل. وينطبق هذا على الأطفال الصغار أو الأكبر سنا، وبكلمات يمكنهم فهمها وفقا لسنهم.
وستبدأ بأبسط المشاعر مثل الغضب أو الحزن أو السعادة، ثم ستضيف المزيد من المشاعر المعقدة من قبيل الإحباط وخيبات الأمل.
ويكمن الهدف من التعاطف مع الطفل، ودعمه ومساعدته على التعبير وإدارة عواطفه بشكل أفضل، على أمل أن تساعد هذه النصائح بشكل عام جميع الأمهات، خاصة أولئك اللائي لديهن أطفال عاطفيون بشكل مفرط.