لدينا ما يكفي من المعلومات الخاطئة في العالم خاصة في مواضيع الصحة والعلوم، أحياناً يكون هذا لأن البحث فيها متضارب (التغذية مثلاً مشهور عنها أنها صعبة الدراسة) وأحياناً أخرى يكون هذا لأن الدجالين والمصالح الخاصة تسعى لنشر الأكاذيب الزائفة، وهناك أساطير غريبة انتشرت بشكل كبير (مثل فكرة أنك تحتاج لشرب ثمانية أكواب من الماء يومياً، هذا غير صحيح)
وللأسف فإنه من غير المحتمل أن يخلوا العالم من الهراء وإليك سبع أساطير في مجال الصحة والعلوم تم فضحها بشكل حاسم هذا العام (بعضها بعد سنوات من البحث).
1.يساعدك التمرين على فقدان الوزن
كنا نفكر دوماً أن ممارسة الرياضة تعتبر عنصراً رئيسياً -وربما الأكثر أهمية- في جهود إنقاص الوزن، وربما فكرت أن الذهاب إلى الجيم في أول يناير القادم سيصل بك لتحقيق أهداف فقدان الوزن الخاصة بالسنة الجديدة، ولكن في الحقيقة فإن الأدلة التي تراكمت لسنوات تفيد بأن ممارسة الرياضة مفيدة كثيراً للصحة لكن ليس في الواقع مفيدة لإنقاص الوزن.
أكدت أكثر من 60 دراسة عن ممارسة الرياضة وفقدان الوزن هذا العام، فتعلمنا أن السعرات الحرارية الإضافية التي تحرقها بممارسة الرياضة تمثل في الحسابات الرقمية جزء صغير من استهلاك الطاقة الخاصة بك وأن الحد من الاستهلاك الغذائي هو وسيلة أكثر فعالية بكثير لإنقاص الوزن، لنكون واضحين فممارسة الرياضة لها فوائد مذهلة مثل أنها تقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري 2 وأمراض القلب وتقوي العظام والعضلات وتساعد في التحكم في الوزن أيضاً ونحن بحاجة لممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن وإعطاء سياسات الصحة العامة أولوية ومكافحة الإفراط في استهلاك الأغذية منخفضة الجودة وتحسين بيئة الغذاء.
2. لا يوجد احتباس حراري منذ عام 1998
عندما تلقي نظرة على هذا المخطط لمتوسط درجة حرارة سطح الأرض على مدى هذه الفترة ماذا ترى؟
يبدو أن الأرض تزداد حرارة باستمرار فزاد متوسط درجات الحرارة عام 2015 ما يقرب من 0.89 درجة أكثر دفئاً من المعدل في القرن العشرين، هذا هو الاحتباس الحراري وهناك أدلة علمية حاسمة على أن ذلك ناجم عن النشاط البشري.
ولكن لاحظ أنها ليست زيادة سلسة بل هناك تقلبات مع مرور الزمن وهناك سبب واحد لذلك هو أننا نحرق الوقود الأحفوري فنحبس مزيداً من الحرارة على سطح الأرض وحوالي90 % من هذه الحرارة الزائدة يتم امتصاصها عبر المحيطات التي تتفاعل مع الغلاف الجوي مما يسبب الاختلاف من سنة لأخرى، خلال هذه السنوات حدثت ظاهرة النينيو بقوة في المحيط الهادي وأكثر من ذلك زادت الحرارة على السطح.
ولسوء حظ من ينكرون تغير المناخ وآثار الكربون في الغلاف الجوي هناك أدلة أن عام 2014 و 2015 سجل درجات حرارة قياسية حتى بدون النينيو بينما حطمت 2016 الأرقام القياسية، وهناك احتمال لو لم تحدث ظاهرة النينيو في 2017 فسيكون المناخ أبرد قليلاً من 2016 لكن بشكل عام لا يزال أكثر حرارة من الطبيعي نتيجة الاحتباس الحراري.
3. المضادات الحيوية تشفي نزلات البرد!
لسنوات طويلة توسل خبراء الصحة العامة راجين الناس التوقف عن تناول المضادات الحيوية للإنفلونزا ونزلات البرد، لا تساعد المضادات الحيوية في علاج الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا بل تستخدم كعلاج للعدوى البكتيرية (لا الفيروسية)، وخاصة أنه كلما زدنا من تناول المضادات الحيوية فإن البكتيريا تصبح أكثر قدرة على مقاومة تأثيرها مما يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة في كل العالم ويموت آلاف الناس سنوياً بسبب ذلك من جراء تطور قدرة البكتيريا على مقاومة المضادات الحيوية، هذا فضلاً عن الضرر الذي تشكله لبكتيريا الأمعاء النافعة التي تحافظ على صحتنا، وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات فإنه للأسف نشرت دراسة هذا العام قدرت أن 30% من المضادات الحيوية المستخدمة في غرف الطوارئ وعيادات الأطباء ليست ضرورية بما يقدر بـ47 مليون وصفة سنوياً غير ضرورية خاصة لأمراض الجهاز التنفسي الفيروسية والتهابات الشعب الهوائية والجيوب الأنفية وعدوى الأذن التي لا تستجيب للمضادات الحيوية على الإطلاق.
4. قوة الإرادة تساعدك على تحقيق الأهداف
الكثير منا يفترض أنه إذا كنا نريد إجراء تغييرات كبيرة في حياتنا فعلينا أن نعرق. من أجل ذلك يجب أن تقاوم رغبتك في تناول الحلوى التي أمامك وتجبر نفسك على توفير المال.
لكن علماء النفس يجدون بشكل متزايد أن قوة الإرادة وحدها لا تكفي بل يجب حسب دراسة نشرت نتائجها في 2011 في جريدة علم النفس السلوكي بعد تتبع 205 شخص لمدة أسبوع في ألمانيا وتم إعطاء المشاركين بلاك بيري يقوم بسؤالهم أسئلة عشوائية عن رغباتهم وتطلعاتهم وضبط النفس خلال الوقت الحالي وجاءت المفارقة أن الناس الذين قالوا أنهم يتفوقون في ضبط النفس نادراً ما يستخدمون ذلك بينما الآثار المترتبة على المبالغة في ضبط النفس فادحة بما في ذلك الشعور بعدم الرضا عن النفس وعدم القدرة على تركيز الجهد.
5. المحاصيل المعدلة وراثياً غير آمنة للأكل
رفض التحرك لزراعة المحاصيل المعدلة وراثياً في بريطانيا من قبل أعضاء البرلمان، وهذه الفكرة ينبغي أن تكون ماتت من زمن لأنه منذ دخلت المحاصيل المعدلة وراثياً في السوق منذ تسعينيات القرن الماضي أصبح مليارات من البشر يستهلكونها خاصة الذرة وفول الصويا وزيت الكانولا دون مضاعفات صحية بينما لا تزال بعض الجماعات المناهضة للمحاصيل المعدلة وراثياً تصر على أن تناول هذه الأطعمة يشكل خطراً صحياً.
في مايو الماضي نشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريراً شاملاً عن المحاصيل المعدلة وراثياً وجدت أنها آمنة كما نظيرتها التقليدية ولم يتم العثور على آثار للسمنة أو السرطان أو أمراض الجهاز الهضمي أو الحساسية نتيجة الأغذية المعدلة وراثياً في أي مكان في العالم وقد ثبت ذلك على الحيوانات أيضاً لحد كبير، ورغم أن هناك جوانب أخرى للمحاصيل المعدلة وراثياً وآثارها الاقتصادية والبيئية (الجيدة والسيئة) وقدرتها على زيادة الإنتاجية خاصة مع ارتفاع أعداد السكان عالمياً لكن فكرة أنها غير آمنة للأكل يجب أن تنتهي.
6. الطب البديل هو علاج حقيقي
العلاج أو الطب البديل خدعة تستخدم لخداع الناس منذ عام 1814 ومع ذلك فإن الحكومة الأميركية قررت تضييق الخناق على هذه الممارسة فقط هذا العام، وأوضح بيان لجنة التجارة الاتحادية أن الوكالة سوف تطلب من صانعي الأدوية البديلة دليلاً علمياً موثوقاً على فعالية منتجاتهم إذا أرادوا بيعها للمستهلكين في السوق الأميركية
وستكون هذه الأدلة صعبة للغاية بالنظر إلى أن أغلب هذه الممارسات هراء، فالفكرة الرئيسية وراء العلاج البديل هو اكتشاف المستخلصات الحيوانية أو النباتية التي تسبب أعراض مشابهة وهي فكرة غير فعالة وهناك ما يشبه الإجماع العلمي على رفضها واعتبارها مزيفة.