إن كل الأفكار السلبية حول المال تتراكم لتصبح خوفًا يعرقل تقدمنا في الحياة، وقد حان الوقت للتخلص منها، إليك الخطوات لتحقيق ذلك.

وفي مقالها الذي نشره موقع "ريل سمبل" الأميركي، قالت الكاتبة لورا ستاداروس إنه من السهل أن تكون علاقتك بالمال مضطربة، بغض النظر عما تكسبه أو تملكه.

وتعتبر الموارد المالية موضوعًا مثيرا للجدل، وغالبًا ما يدور حوله كثير من الأساطير التي لا أساس لها من الصحة مثل أن الأغنياء أشرار والفقراء كسالى، وهذه الأفكار تجعلنا نعتقد أن المال من الأشياء المتقلبة في حياتنا، وأن البعض يبرعون أكثر من غيرهم في كسبه.

وفي نهاية المطاف، تتحول كل تلك الأفكار السلبية إلى خوف من المال، تضيف الكاتبة.

وبغض النظر عن مدى تدهور علاقتنا بالمال، فإنه بإمكاننا تحسينها وتكوين عقلية من شأنها أن تساعدنا على زيادة أمننا المالي، تؤكد الكاتبة التي استعرضت آراء عدد من الخبراء.

المال لا علاقة له بالخير والشر

عليك أن تكون مدركًا لحقيقة أن المال ليس سوى وسيلة لشراء السلع والخدمات، ومجرد أرقام على شاشة الكمبيوتر، كما أنه أداة محايدة أخلاقيًا وتمثل أداة للتبادل.

وما نفعله بالمال هو الذي يخلق المعنى. وتقرّ جين سنسيرو، مؤلفة كتاب "أنت سيئ في جني المال، اكتسب عقلية الثراء"، بأن الاعتقاد أنها غير قادرة على جني المال جعلها تشعر بالسوء من نفسها.

وتؤكد سنسيرو -حسب الكاتبة- أن المال كان من أكثر المواضيع المسببة للإحباط بالنسبة لها، وأكبر فشل في حياتها. ورغم أنها كانت تعاني من مشاكل مالية متواصلة، فإن تلك التحديات كانت من العوامل المحفزة لها لتغيير طريقة تفكيرها والبدء في جني الأموال.

وتضيف سنسيرو أنها كانت متيقنة من أنه يمكنها فعل ما هو أفضل من ذلك، من خلال التخلي عن تقبّل الوضع الذي تعيشه والذي لم يكن مرضيًا بالنسبة لها.

اكتب رسالة إلى المال

إن تقبل حقيقة كون المال مجرد أداة محايدة من حيث القيمة سيكون بداية جيدة لتغيير فكرتك عنه. للوصول إلى السبب الحقيقي وراء ما تشعر به حيال راتبك الشهري، تقترح سنسيرو كتابة رسالة إلى المال. مع أن هذه الممارسة قد تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أنها قد تسمح لك بالتعبير بصدق عن حقيقة مشاعرك تجاه المال.

وتذكر سنسيرو أنه عندما تكتب كل الأفكار التي تعصف بذهنك، سترى جميع معتقداتك على الصفحة. وهذا ما سيمكنك من رؤية كل إيجابيات وسلبيات أفكارك والتحقق من مدى نجاعة القرارات التي اتخذتها حيال بعض المسائل المالية. بهذه الطريقة، يمكنك دمج تصوراتك وخلق معتقدات جديدة وتبني ممارسات جديدة من شأنها أن تساعدك على إعادة برمجة تفكيرك.

استثمر في تثقيف نفسك حول المال

يتطلب إصلاح أي نوع من العلاقات معرفة متخصصة، أي أنه يمكنك توظيف محاسب أو حتى مدرب محترف أو قراءة كتب من تأليف خبراء بشأن هذا الموضوع. كل ذلك سيسمح لك بالحصول على دعم شخص آخر ومساندته.

بعبارة أخرى، سيكون هناك شخص آخر بجانبك ليرشدك إلى المسار الصحيح عندما تكون مدفوعا بعواطفك.

لقد نجح هذا النهج مع سنسيرو، التي تشيد في كتبها بقيمة توظيف شخص آخر بدلا من الاعتماد على معرفتك الخاصة. وتقول "كنت جادة جدا حيال ذلك لدرجة أنني فعلت كل شيء. قرأت كتب المساعدة الذاتية وجميع كتب المال"

وتضيف سنسيرو "أول شيء فعلته كان محوريا حقا، حيث إنني اتخذت قرارا بالتركيز على كسب المال. لقد قلت لا يهمني ما يقوله أي شخص، سأقوم بذلك. وبعدها، بمجرد اتخاذ هذا القرار، بدأت في قراءة كتب عن كيفية جني الأموال وعن الوعي بالثروة، وذهبت إلى كل ندوة خاصة بكسب المال ووظفت مدربين وسجّلت في أي نوع من البرامج التي لها علاقة بتنظيم الأمور المالية".

من جهتها، قالت دانا كونلي، مستشارة معتمدة في التعافي المالي "أعتقد أن كل أعمال التعافي المالي تدور حول مساعدة الأشخاص على تلبية احتياجاتهم ورغباتهم الحقيقية… وإنشاء خطة لتلبية تلك الاحتياجات والرغبات في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى الاستعداد للمستقبل".

وتنصح كونلي الناس بأن يروا كيف تأثر موقفهم المالي "بتاريخ عائلاتهم وثقافتهم ودينهم، فقط من خلال التجارب المختلفة التي مروا بها في حياتهم. وأن ينظروا إلى ما ينفقونه، ليس فقط أموالهم… بل وقتهم وطاقتهم أيضا".

وضع مواعيد للتحقق من أموالك

حتى إذا كنت قادرا فقط على الاطلاع على حسابك المصرفي أو التحقق من بيانات بطاقتك الائتمانية لبضع دقائق كل أسبوع، فواظب على ذلك. ترى كونلي هذه الممارسة على أنها بداية لعادة تستمر مدى الحياة، والتي تسمح للناس بالتشكيك في المعتقدات والمواقف والسلوكيات التي لديهم حول الموارد المالية، والبدء في تتبع كيفية إنفاق أموالهم حقا.

وتقول كونلي "يمكنك في الواقع أن تجعل الناس يبدؤون في وضع خطة عمل ملموسة. وعادة ما نحاول القيام بذلك لأننا نريد إيجاد زخم ونريد جعل الناس يكتسبون عادة تتبع أموالهم التي يجنونها وينفقونها. نريد تحقيق ذلك في وقت مبكر لأن العملاء قد ينشغلون فقط في العمل على تاريخ العائلة، لكنهم في الواقع لا يفعلون أيا مما أسميه ‘العمل الخارجي’ لإدارة أموالهم وإحداث بعض التغيير".

ابدأ خطة ادخار منتظمة

ذكرت الكاتبة أن الكثير من الناس قلقون بشأن المصاريف غير المتوقعة التي قد تدمر الميزانية. وفي هذا الصدد، تقترح كونلي بدء خطة ادخار تلقائية. سيصبح امتلاك شبكة أمان عادة، كما أن القدرة على تحمل تكلفة جهاز كمبيوتر جديد أو تدخل مفاجئ لعلاج الأسنان سيوفر لك راحة البال.

وتقول كونلي "إذا كان الأمر يتعلق بالجانب الشخصي فقط، فنحن بحاجة للتأكد من أن دخلهم يتكفل بجميع نفقاتهم وأنهم ينفقون أموالهم حقا في مجالات ذات قيمة في حياتهم".

وتضيف "يمكننا البدء في توفير الأموال التي تبقت آخر الشهر لتلك النفقات غير الشهرية التي تظهر، ربما بشكل ربع سنوي أو مرتين في العام أو سنويا".

وتستطرد "إن أخذ الوقت لتحديد تلك النفقات ثم البدء في ادخار جزء منها كل شهر سيجعل الناس يحققون تقدما، وهذا سيساعدهم أيضا على التوقف عن استخدام بطاقات الائتمان لتسديد كلفة المصاريف المفاجئة".

تذكر لماذا تقوم بهذا

تعتقد كونلي "أن كل شخص لديه القدرة على ذلك، وأعلم أيضا أن كل شخص لديه ظروف مختلفة جدا يعيش فيها. هناك من يتمتع بامتيازات وهناك من ليس محظوظا على الإطلاق، لذلك لا أعتقد أن الجميع متساوون". ومع ذلك، فإنها تركز على الأشياء التي يمكننا تغييرها في مواقفنا الفردية، مثل حديثنا الذاتي وسلوكياتنا.

وأوضحت الكاتبة أنه رغم نيتنا الحسنة، من الصعب تغيير سلوكياتنا، خاصة إذا كان السلوك السابق يوفر أي شكل من أشكال النتائج الإيجابية.

لا شيء يتغير دون دافع أقوى من الركود. فكر في سبب رغبتك في إصلاح علاقتك بالمال. هل تدخر لقضاء عطلة؟ أم لشراء منزل؟ مهما كان السبب، هذا هو نجمك المرشد.

اكتب في دفتر يومياتك عن هذا الموضوع أو أخبر صديقا قادرا على إبقائك مسؤولا. كما تلاحظ سنسيرو، فإن تحسين علاقتك بالمال أمر صعب، لكن عقلية الوفرة متاحة لأي شخص يرغب في العمل من أجلها.