[ اليوان الصيني ]
منذ إطلاق مشروع "حزام واحد طريق واحد" سنة 2013 الذي يهدف رسميا إلى ربط الصين ببقية العالم، تمكنت بكين من توسيع نفوذها الاقتصادي في القارات الخمس من خلال استثمارات بمليارات الدولارات.
وفي مقال نشرته صحيفة "لا كروا" الفرنسية، قال الكاتب دوريان مالوفيك "من الواضح أن الطموح الصيني الجديد بات يمثل تهديدا للعديد من الدول الصغيرة في آسيا وأفريقيا وبعض الدول الأوروبية أيضا، التي تشعرها أنها رهينة لإستراتيجية الهيمنة التي تخفي وراءها بكين طموحاتها العسكرية".
وأشار الكاتب إلى أن المقاومة والنقد تضاعفا في جميع أنحاء العالم، بعد أن عادت الصين إلى الساحة الدولية لتكشف عن نفسها كتهديد للنظام العالمي الجديد الذي تطمح للسيطرة عليه.
وقال إن "الحلم الصيني العظيم للرئيس شي جين بينغ على وشك أن يتحول إلى كابوس بالنسبة لعدد من الدول الحليفة لها".
الصين تنسج الشباك
وفي خضم الشعارات الصادمة والميزانية المعلنة التي بلغت تريليون دولار، أرادت الصين أن تضع نفسها في قلب النظام العالمي الجديد، وتحاول إعادة هيكلته، بحسب ما يرى الكاتب.
ومنذ البداية -يضيف الكاتب- تحاول الصين نسج شباكها في المناطق المتاخمة لها، على غرار جنوب شرق آسيا. وهي تستهدف المناطق الأضعف، على غرار كمبوديا ولاوس، وتحاول تعزيز نفوذها في بورما، وتايلند، وماليزيا، وإندونيسيا.
أفريقيا أيضا
في باكستان (حوالي 83% من دينها مع الصين)، سيتلقى ميناء جوادر الواقع على ضفاف بحر العرب ما يقرب من 54 مليار دولار من الاستثمارات، ليصبح بوابة للمنتجات الصينية.
وستستخدم الصين هذا الميناء "قاعدة عسكرية" لتزويد الأسطول الصيني بالوقود في طريقه إلى جيبوتي، حيث يتمركز بالفعل عشرة آلاف جندي صيني منذ سنة 2017، وفق مقال لاكروا الفرنسية.
وأورد الكاتب أنه من خلال التوسع في أفريقيا (أكثر من 124 مليار دولار في شكل قروض تراكمية)، تعمل الصين على ترسيخ جذورها في أنغولا وإثيوبيا والسودان وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ عشر سنوات.
ماذا عن أوروبا؟
أما في أوروبا -التي تمر بأزمة- فقد شنت الصين هجومها منذ خمس سنوات للحصول على الإدارة الجزئية أو الكلية لعشرات الموانئ (روتردام، مرسيليا، لوهافر، فالنسيا…).
كما تعتبر مدينة بيرايوس اليونانية المحطة الرئيسية لطريق "حزام واحد طريق واحد" في أوروبا، وهي بين أيدي الصينيين.
وأكد الكاتب أن مساعي الصين تسببت في إثارة قلق بروكسل، ليس فقط بسبب العجز التجاري للاتحاد الأوروبي البالغ 175 مليار يورو تجاه الصين، وإنما أيضا بسبب ضعف التماسك الأوروبي.
وفي وقت سابق من هذا العام، اعترضت اليونان على قرار أوروبي يدين سياسة الصين فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وتتقرّب كل من المجر وبولندا والتشيك من الصين التي تستثمر في كل هذه الدول التي تشملها شبكة "حزام واحد طريق واحد".
ومن الواضح أن المفوضية الأوروبية الجديدة -التي تولت السلطة يوم 1 ديسمبر/كانون الأول- تدرك الخطر وتصف الصين بأنها "منافس نظامي"، وفق ما يقول الكاتب.