قالت وكالة "بلومبيرغ" إن شركات مصرفية كبيرة ندمت على قرارات اتخذتها سابقا بالاستثمار في السعودية، والابتعاد عن قطر، إثر الأزمة الخليجية الأخيرة، وإنها بصدد مراجعة مواقفها.
وبحسب ما ترجمته "عربي21" فقد ذكرت الوكالة أن عددا من المصرفيين الدوليين فضلوا مطاردة أرباح مغرية محتملة في الرياض، على أن يتوجهوا إلى قطر "المعزولة" في بداية الأزمة.
لكن عددا من التنفيذيين في بنوك عالمية كبرى، وشركات، أمثال "غولدمان ساكس"، و"أتش أس بي سي هولدينغ" بدأوا بالتفكير بإصلاح علاقاتهم بوزارة المالية القطرية، وصندوق الثروة السيادي.
ورغم أن المملكة العربية السعودية ستبقى مكانا أساسيا لأعمالهم، فإنهم يأسفون لتحويل أنظارهم عن الدوحة، وذلك بعد تأخر السعوديين في طرح أرامكوا في تموز/ يوليو الماضي، بحسب ما نقلت الوكالة عنهم.
ونقلت الوكالة عن رئيس مجموعة أوراسيا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أيهم كامل، قوله إن "تقليل التوتر في هذه القضية يوفر فرصة للمديرين التنفيذيين لاستكشاف نشاطهم (...) لقد تغير السياق الجيوسياسي لأزمة قطر، وعلى أقل تقدير فإن الأزمة لن تتحرك في اتجاه تصاعدي".
ويحرض المصرفيون على استعادة ثقة وزير المالية، علي شريف العمادي، الرجل الذي المعروف بنفوذه في أكبر بنوك البلاد، وشركات الطيران، وصندوق الثروة السيادي، حيث سافر إلى الدوحة عشرات المدراء الإداريين لبنوك عالمية لحضور مؤتمر "يورومني" حيث كان العمادي حاضرا.
وتابعت الوكالة: "بعضهم جاء من دبي إلى الدوحة عبر عمّان أو الكويت، بسبب حظر الرحلات المباشرة، رغم غيابهم عن الحدث ذاته قبل عام واحد".
وتابعت بأنه في ذلك الوقت (بداية الأزمة الخليجية)، فقد بدت مخاطر العمل التجاري مع قطر كبيرة، لأن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حذرت المصرفيين وقتها بشكل غير رسمي، من أن العلاقات مع الدوحة سيكون لها عواقب، وفقا لمسؤولين تنفيذيين رفضوا الكشف عن أسمائهم.
وأشارت الوكالة إلى أن حادثة مقتل الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، لم يستفد منها أحد بقدر ما استفادت قطر، إذ قاطعت شخصيات عالمية مؤتمرا اقتصاديا في السعودية، وحضر البعض دون شارات تعريفية حتى لا يكتشف أمرهم، لكن أحدا من الذين حضر مؤتمر "يورومني" في الدوحة لم يخف هويته.