نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا للكاتبة ستيفانيا بيانكا، تصف فيه مؤتمر الرياض، الذي سيقام غدا، بأنه مؤتمر للاستثمار في ظل عملية قتل، مشيرة إلى أنه جرد من أضواء وبهاء قادة الاقتصاد، الذين طاروا العام الماضي لإغراء الأمير الشاب، ليكونوا جزءا من خططه الكبرى التي يريد تنفيذها لاقتصاد بلده.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا المؤتمر، الذي تنظمه هيئة الاستثمار، على مدى ثلاثة أيام، ابتداء من يوم الثلاثاء، كان يعني تظاهرة للفرص التي خلقتها جهود الإصلاح، والحد من اعتماد الاقتصاد على النفط، والكشف عن عقود بمليارات الدولارات أمام قادة الاقتصاد ورجال الأعمال الدوليين، لافتا إلى أن هذه الخطة كانت حتى مقتل الصحافي جمال خاشقجي الناقد للحكومة.
وتلفت بيانكا إلى أن ولي العهد، الذي أخذ "سيلفي" مع مئات من الوفود العام الماضي، كان حريصا على التأكيد أن المؤتمر سيجري كالمعتاد، حتى في ظل مطالب قادة الدول الأوروبية والرئيس ترامب بمزيد من المعلومات حول مصير خاشقجي، الذي يكتب في صحيفة "واشنطن بوست".
ويقول الموقع إن عدم مشاركة مدير "دويتشه بنك إي جي" كريستيان سيوينغ، أو مدير جي بي مورغان تيش أند كو جيمي ديمون، أو مدير "بلاك روك" لاري فينك، سيعد ضربة لولي العهد البالغ من العمر 33 عاما والمملكة، الذي بنى علاقات مع مديري وول ستريت في أمريكا، ويعتمد على المصارف العالمية لتمويل خططه الطموحة.
ويستدرك التقرير بأن هناك وفدا روسيا مشاركا، فيه ملياردير وهو كيرل ديمتريف، وهو المسؤول عن صندوق الاستثمار المباشر، الذي يؤدي دورا مهما من أجل دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعاون مع السعوديين، ولهذا شجع مديري شركات البتروكيماويات والماس والمصارف على الحضور.
وتنقل الكاتبة عن رئيس وحدة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة "يوريشيا" أيهم كامل، قوله: "هناك تحول باتجاه المديرين الإقليميين والآسيويين؛ لأن الحكومة مصممة على عقد المؤتمر وبأي ثمن"، وأضاف: "تستطيع القيادة السعودية عقد مناسبة قد تنجح أو تفشل لكنها ستواجه في الأشهر المقبلة أزمة ثقة دولية في برنامج الإصلاح".
وينوه الموقع إلى أن السلطات السعودية ظلت لأسبوعين تقول إن جمال خاشقجي، الذي ترك البلاد إلى الولايات المتحدة؛ خشية من موجات الاعتقالات، ترك بناية القنصلية، واعترفت في يوم السبت بأنه قتل داخل القنصلية بسبب حادث، مشيرا إلى أن هذه الرواية تناقضت بشكل دراماتيكي مع تلك التي قدمها المسؤولون الأتراك، الذين قالوا إن فريقا مكونا من 15 شخصا سافروا من السعودية لقتل خاشقجي وتقطيعه، وبحسب "نيويورك تايمز"، فقد كانت لدى بعض أعضاء الفريق علاقة مع ولي العهد.
ويفيد التقرير بأن مبادرة استثمار المستقبل، التي تعد الأولى من نوعها، جمعت في العام الماضي معظم قادة المال والأعمال المؤثرين في العالم، وأعلن الأمير عن خطط لبناء مدينة المستقبل التكنولوجية بقيمة 500 مليار دولار، وأطلق عليها "نيوم"، التي ستسكنها الروبوتات أكثر من البشر، وقال إن السعودية ستعود إلى الإسلام المعتدل، وستقوم بتدمير المتطرفين، وقدمت المملكة روبوتا اسمها صوفيا ومنحتها الجنسية.
وتذكر بيانكا أن عمالقة حضروا، مثل مدير "بلاكستون غروب أل بي" ستيف شوارزمان، ومدير "أتش أس بي سي" القابضة ستيوارت غوليفر، ومدير "بلاك روك"، وتحادثوا مع الوزراء السعوديين، الذين طرحوا فكرة تعويم حصص من شركة النفط "أرامكو".
وبحسب الموقع، فإن شركة "بلاكستون" وهيئة الاستثمار العامة أعلنتا في تلك الزيارة عن خطط للاستثمار في البنى التحتية بقيمة 20 مليار دولار، فيما أعلن مدير "سوفت بانك" ماسايوشي صن عن خطط للاستثمار في المدينة الجديدة، وشراء حصة في شركة الكهرباء السعودية، لافتا إلى أن صن لا يزال الوحيد من بين مديري الشركات الذي لم يلغ مشاركته في مناسبة هذا العام.
ويشير التقرير إلى أن هيئة الاستثمار العامة أعلنت عن خطط لاستثمار مليار دولار في مجموعة فيرجين للفضاء، وقال مدير الشركة ريتشارد برانسون إنه قرر تعليق المحادثات مع الصندوق السيادي السعودي، ووصف اختفاء خاشقجي بأنه قد يغير قواعد اللعبة للشركات التي تريد التعامل مع السعودية.
وتجد الكاتبة أنه رغم أنه ليس من الواضح من سيحضر مناسبة هذا العام، إلا أن المنظمين سحبوا قائمة الحاضرين من الإنترنت، وقال المتحدث باسم المؤتمر إنه سيفتتح في موعده، وبمشاركة 120 متحدثا في 35 مناسبة.
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أنه تم تشبيه المناسبة في الرياض بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا، وأطلق عليه "دافوس في الصحراء"، لكن لا رابطة بين المناسبتين، مستدركا بأن بعض المصارف أرسلت وفودا إلى المؤتمر؛ أملا في التقليل من الضرر، مثل "أتش أس بي سي" و"كريدي سويس غروب".