[ قطر تضخ 10 مليارات يورو بالاقتصاد الألماني ]
قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده ستضخ استثمارات جديدة مباشرة بعشرة مليارات يورو (11.64 مليار دولار) في الاقتصاد الألماني خلال السنوات الخمس المقبلة، وثمن الموقف الأخلاقي لألمانيا الرافض للإجراءات التي اتخذتها دول الحصار ضد قطر.
وخلال كلمة في افتتاح منتدى قطر وألمانيا للأعمال والاستثمار في برلين اليوم الجمعة، أكد الشيخ تميم أن ضخ هذه الاستثمارات يأتي تعبيرا عن ثقة قطر في قوة الاقتصاد الألماني وبأهميته والاستثمار فيه، ولتكون إضافة أخرى للاستثمارات القطرية الناجحة في ألمانيا.
وأشار أمير قطر إلى أن التجارة بين البلدين زادت إلى المثلين لتصل إلى نحو 2.8 مليار يورو، لكن الحجم تراجع قليلا عام 2017 لأسباب إقليمية مؤقتة فُرضت على البلاد وأدت إلى انخفاض الواردات من مختلف الدول لفترة قصيرة.
وأكد الشيخ تميم أن قطر فخورة بعلاقاتها وتعاونها مع ألمانيا، ودعا في الوقت نفسه الشركات الألمانية إلى مزيد من الاستثمار في قطر.
وشدد على أن تنظيمَ هذا المنتدى يأتي إطار اهتمام قطر بترسيخ وتعزيز الشراكة مع ألمانيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها "لمتابعة مسيرتنا التنموية" التي تتمثل بتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 بما فيها التنويع الاقتصادي والتحول نحو الاقتصاد المعرفي.
وأشار الأمير إلى أن المشاريع التنموية في الدولة توفر فرصا كبيرة للشركات الألمانية لزيادة مساهمتها في تطوير الاقتصاد القطري في قطاع البنية التحتية والإنشاءات وقطاعات أخرى لاسيما التعليم والبحوث والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولفت إلى أن اليوم سيشهد توقيع اتفاقية لفتح جامعة ألمانية في الدوحة تحت إشراف وإدارة جامعة ميونيخ التقنية بالتعاون مع القطاع الخاص القطري.
ترحيب ألماني
من جهتها، رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالاستثمارات القطرية، وأكدت خلال كلمتها في افتتاح المنتدى على عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وقالت "يسعدنا هذا كثيرا... ستجدون شريكا كفؤا، وشروطا عامة جديرة بالثقة".
وأضافت ميركل أن العلاقات الاقتصادية ليست طريقا في اتجاه واحد، موضحة أنها تجد أيضا فرصا جيدة لتوسع الاستثمارات الألمانية في البنية التحتية والقطاع الصناعي بقطر، وقالت "أرى أن قطاع الطاقة على وجه الخصوص يتمتع بإمكانات هائلة" ممثلة على ذلك بإنتاج الغاز المسال .
وعبرت المستشارة عن أسفها للأزمة في منطقة الخليج، وقالت إن هذه المنطقة بحاجة إلى بنية أمنية من أجل حل النزاعات وتفاديها في المستقبل.
وشددت على أن ألمانيا ليست طرفا بهذا النزاع، لكنها تدعم كافة الجهود البناءة من أجل تسوية الأزمة خصوصا جهود دولة الكويت، معتبرة أن الأزمة الخليجية الراهنة تبرز أهمية وجود مجلس تعاون خليجي قادر على العمل دون قيود، فالأمن والاستقرار أمران لا غنى عنهما من أجل الازدهار الاقتصادي.
قطر تتصدر
وقال مراسل الجزيرة في برلين عيسى طيبي إن الاستثمارات الجديدة تغير من رقم استثمارات الشرق الأوسط بألمانيا، حيث باتت قطر تحتل الصدارة في هذا الشأن باستثمارات تقدر بـ 35 مليار يورو، وباتت الشريك الأول لألمانيا.
ومن المقرر أيضا أن يلتقي أمير قطر والرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في وقت لاحق اليوم.
يُذكر أن قطر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، وتعتزم مواصلة توسيع إنتاجيتها في المستقبل. وتعتزم الدوحة وبرلين توقيع سلسلة من الاتفاقات اليوم بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.
وتتعلق خطط التعاون بين البلدين بقطاع التعليم على وجه الخصوص، حيث من المقرر بناء جامعة في العاصمة القطرية الدوحة وفقا للمعايير الألمانية.
كما تعتزم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) تعزيز نشاطها في البلد المستضيف لبطولة كأس العالم لكرة القدم المقبلة "مونديال قطر 2022".