[ توفي سمير أمين عن عمر ناهز 87 عامًا ]
توفّي مساء الأحد، في العاصمة الفرنسية باريس، المفكّر الاقتصادي المصري المعروف سمير أمين، عن عمر ناهز 87 عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا معرفيًا ضخمًا.
ولد أمين عام 1931 في إحدى قرى الدلتا لأب مصري وأم فرنسية، كان كلاهما طبيبًا، وعاش معظم طفولته في بورسعيد، ليحصل عام 1947 على شهادة الثانوية العامة من مدرسة فرنسية، ويغادر إثر ذلك إلى باريس، التي استغرقت دراساته الجامعية فيها 10 سنوات، حصل خلالها على شهادة دبلوم في العلوم السياسية عام 1952، قبل أن يحوز شهادة التخرج في الإحصاء عام 1956، ثم الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة السوربون بعد عام من ذلك.
يعدّ المفكّر الراحل، المدافع عن حق المجتمعات في التطوّر، أحد أبرز أعلام مدرسة التبعية، التي تقوم على الاعتقاد بأن الرأسمالية العالميّة، الطامعة إلى السيطرة على اقتصادات العالم بأسره، هي المسؤولة عن تردّي الظرف الاجتماعي والسياسي في دول الجنوب.
ويُعتبر أمين أيضًا أحد أهم مؤسسي نظرية المنظومات العالمية، التي تدعو إلى دراسة منظومة المجتمعات لفهم حقيقة تطوّرها، وترى أن دراسة كلّ مجتمع على حدة تبقى قاصرة عن توفير فهم دقيق لتطوّره.
عمل أمين مستشارًا اقتصاديًا لعدد من "دول الجنوب"، وتحديدًا في القارة الأفريقية، لا سيما في مالي والكونغو ومدغشقر، وعمل مديرًا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادي في العاصمة السنغالية داكار لعشر سنوات في سبعينيات القرن الماضي، وشارك خلال ذلك في تأسيس "المجلس الأفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية" (كوديسيريا)، و"منتدى العالم الثالث".
لم يمكث أمين وقتًا طويلًا في فرنسا قبل أن ينضمّ إلى "الحزب الشيوعي الفرنسي" حينما كان طالبًا في جامعاتها عام 1951، غير أنّه كان أقرب إلى أفكار الجناح الماوي (نسبة إلى ماو تسي تونغ، مؤسس الحزب الشيوعي الصيني) من الجناح الماركسي السوفييتي في الحركة الشيوعية.
ترك أمين مكتبة واسعة من المؤلفات والمنشورات والمحاضرات، معظمها بالفرنسية، وترجم جزء منها إلى العربية، منها: "دراسة في التيارات النقدية والمالية في مصر عام 1957" (1959)، "و"التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة" (1973)، و"الأمة العربية: القومية وصراع الطبقات" (1978)، و"من نقد الدولة السوفييتية إلى نقد الدولة الوطنية" (1993)، و"في نقد الخطاب العربي الراهن" (2009).