[ أرشيفية ]
بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار يشكو المواطنون في مدينة تعز من ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية بشكل جنوني وانعدامها، فيما أعلن عدد من الصرافين عدم قدرتهم على الالتزام بالمتطلبات المالية لعملائهم جراء انعدام السيولة النقدية.
وفي ظل ما تشهده مدينة تعز من معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة أخرى، أصبحت أوضاع المواطنين في خطر مع تردي الأوضاع المعيشية فمن يعيش في مدينة تعز يشاهد وبشكل محلوظ ما يعانيه المواطنون للحصول على أبسط مقومات الحياة الأساسية.
شلل اقتصادي
وكان البنك المركزي أبرز ما استحوذت عليه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أصابت العمود الفقري للاقتصاد الوطني بالشلل هو ما انعكس على الوضع الاقتصادي ما تسبب في تدهور العملة المحلية خلال عامين.
وفي هذا السياق قال عبدالله غالب لـ"الموقع بوست" إن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية خربت اليمن في سنتين، ولو صبر اليمنيون عليها عامان آخران فربما يموت نصف الشعب، حيث إن انقلاب تلك المليشيات على السلطة هو الأمر الذي أدى إلى توقف عملية الاستثمار واستنزاف العملات الصعبة من البنك المركزي والمضاربة بالعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.
كارثة متوقعة
أما فيما يخص معدل دخل الفرد فقد وصل في مدينة تعز إلى أدنى مستوياته ما يعادل دولارين في أحسن الأحوال هو الأمر الذي ينذر بكارثة متوقعة في بلد يعيش تحت خط الفقر.
من جانبه قال عبدالله الخطيب لـ"الموقع بوست" إن الانهيار السريع للعملة الوطنية من شأنه أن يتسبب بمضاعفة المعاناة لأبناء تعز المحاصرة منذ عامين، حيث كان دخل الفرد ما يعادل دولارين بشكل يومي، لكن حالياً وبسبب الانهيار السريع للعملة لم يتجاوز متوسط دخل الفرد اليومي دولارا واحدا.
وبسبب انهيار العملة تتفاقم المعاناة في مدينة تعز ويعيش السكان حالة من الخوف والهلع منذ أكثر من عامين مع استمرار القصف العشوائي المتواصل على منازل المواطنين، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدامها، ويصعب على المواطن أن يجلب أي مواد غذائية ليسد رمق جوع أطفاله وأسرته، فيما تضاعفت المعاناة في الوقت الحالي ووصلت لانعدام السيولة النقدية للعملة المحلية، وباتت التعاملات المالية لدى محلات الصرافة كالحوالات لا تزيد عن مئة الف ريال.
تردي الأوضاع الصحية
ومع اشتداد القصف العشوائي الذي ترتكبه الميليشيات الانقلابية م، تشهد مدينة تعز تردٍّ في الأوضاع الصحية، فقد يعاني المواطن في بعض الأحيان من صعوبة الحصول على الدواء من الصيدليات نتيجة لإغلاقها بسبب الظروف الأمنية، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المستشفيات العامة والخاصة.
ويعاني القطاع الصحي في المدينة أيضا من نقص حاد في الأدوية خصوصاً أدوية مرضى غسيل الكلى التي حذر "مركز خدمات الكلى بمستشفى الثورة العام" من نفاذ أسطوانات الأوكسجين الذي بسببه توفي عدد من الجرحى والمرضى بعدد من المستشفيات وفي أكثر من مناسبة من نفاد الكميات وتوجيه مناشدات للجهات ذات الاختصاص لتوفير ما يمكن للمرضى وهو ما لا يتم الاستجابة له من تلك الجهات.
كما أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يؤثر وبشكل مباشر على المرضى داخل مختلف المستشفيات، وهو ما عبر عنه عدد من أهالي المرضى بالمدينة.
ويبقى السؤال المطروح من المواطن البسيط، متى ستضع الحرب أوزارها؟ وتعود الحياة لمدينة تعز التي لم يسبق لها أن عانت من هكذا نوع من الأزمات.