[ وسط تغيرات اجتماعية.. سوق الآلات الموسيقية تزدهر في السعودية ]
عندما كان عمره 15 عاما اضطر محمد المهنا إلى إخفاء العود الذي اشتراه من السوق وهو في طريق العودة إلى المنزل لتفادي الصعاب والمتاعب، كما يقول.
لم تكن الموسيقى والترفيه وغير ذلك من أشكال الفن وأدواته موضع ترحيب بالسعودية في ذلك الحين.
لكن الآن، بعد مرور ثماني سنوات من تلك اللحظة، يجلس الشاب (23 عاما) في سوق لبيع الغيتار والعود والكمان والآلات الموسيقية الكهربائية، ويختبر العود الجديد دون مواربة في حين يسافر صوت الموسيقى خارج المتجر.
وسمحت التغيرات الاجتماعية السريعة في عهد ولي العهد محمد بن سلمان -ومن بينها رفع الحظر عن قيادة النساء السيارات، والاختلاط بين الجنسين والترفيه العام- للمهنا وغيره من السعوديين بإظهار شغفهم في السنوات الأخيرة.
وقال المهنا -وهو عازف عود وزبون في السوق- عندما كان عمري 15 سنة أي قبل ثماني سنوات كنت أضطر لإخفاء العود حتى لا يراني أحد، الآن بعد الانفتاح تغيرت أشياء كثيرة، صرنا نغني في المطاعم والأماكن العامة والحدائق وغيرها، و"ندندن" ونمارس هوايتنا بكل أريحية.
وأصبح من الممكن اليوم رؤية السعوديين من جميع الفئات العمرية وهم يبحثون عن الآلات الموسيقية في أقدم سوق لهذه الآلات بالرياض.
وكان هذا التحول إيجابيا أيضا لأصحاب متاجر الآلات الموسيقية الذين زادت مبيعاتهم وازدهرت أعمالهم.
وقال أحمد يوسف عبد الله (بائع آلات موسيقية) لم يكن هناك إقبال سابقا، وكان الناس متخوفين، أما الآن فهناك انفتاح قوي من السعوديين وباقي الجنسيات، ويوجد إقبال على الغيتار والكمان والعود وباقي الآلات، خاصة مع موسم الرياض الترفيهي.
وفي عام 2016، دشنت الحكومة السعودية الهيئة العامة للترفيه، في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ لترعى الحفلات الموسيقية، وتتيح خيارات الترفيه أمام السعوديين، الذين اعتادوا على السفر للخارج لمشاهدة العروض.
وقال عبد الله المالكي (عازف في فرقة ليالي الشرق) كنا في السابق متحفظين، ولا نعزف أمام الجمهور أو في السوق، الآن أصبح الشباب والصغار والكبار يعزفون ويعيشون الفن.