[ "إلى سما" للمخرجة السورية وعد الخطيب ينافس على جائزة أفضل فيلم وثائقي (مواقع التواصل) ]
أعلنت أكاديمية علوم وفنون الصورة الأميركية عن القائمة القصيرة للمرشحين لجوائز أوسكار 2020. وجاءت تلك القائمة للمرشحين لجائزة أفضل فيلم وثائقي أو تسجيلي طويل كخبر سعيد بشكل خاص للجماهير العربية، حيث احتوت على فيلمين يمثلان الوطن العربي عموما وسوريا وشعبها خصوصا، وهما فيلما "الكهف، إلى سما".
وصول الفيلمين السوريين لم كن مفاجئا للمتابعين والنقاد السينمائيين، حيث جاء هذا إكمالا لمسيرة حافلة بالجوائز حظي بها الفيلمان خلال عام 2019.
مستشفى الكهف
أول المرشحين فيلم "الكهف The Cave" والذي تدور أحداثه حول مستشفى سوري تحت الأرض، قام فريقه برعاية وإنقاذ أهالي مدينة الغوطة الشرقية أثناء قصف قوات النظام السوري لها، حيث استمر تصوير الفيلم في الفترة من 2016 إلى 2018.
ويسلط الضوء بشكل خاص على الطبيبة السورية الشابة "أماني" والتي تم انتخابها من قبل طاقم المستشفى لإدارته، وبذلك أصبحت مسؤولة عن العشرات من أعضاء الطاقم الطبي من أطباء وممرضين وعاملين، بالإضافة للآلاف من أهل الغوطة.
الفيلم من إنتاج مؤسسة "ناشيونال جيوغرافيك" وقد نجح في حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي باختيار الجمهور خلال فعاليات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لعام 2019، بالإضافة لذلك فقد حصد تسع جوائز عالمية أخرى أبرزها جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان بلد الوليد السينمائي الدولي لعام 2019.
الفيلم يكتسب قيمة خاصة نتيجة كونه وسيلة هامة للتوثيق والتأريخ لما حدث في مدينة الغوطة، بالإضافة إلى أنه لا يخلو من لحظات معاينة الجمال الإنساني الذي استمسك به أهل سوريا أثناء مرورهم بتلك الأزمة.
المخرج فراس فياض أعلن عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر عن سعادته بوصول فيلمه إلى القائمة القصيرة المرشحة للأوسكار، كما عبر عن تمنيه بأن يتسبب ذلك في إلقاء الضوء مرة أخرى على انتهاكات نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
إلى سما
ثاني المرشحين "إلى سما For Sama" للمخرجة السورية وعد الخطيب، وتدور أحداثه في مدينة حلب لتوثق المخرجة من خلال عدستها خمس سنوات من الدمار على يد النظام السوري، كما توثق أيضا حكايتها الشخصية حيث تتعرف على الطبيب "حمزة الخطيب" وتتزوجه، وتأتي طفلتهما "سما" وسط كل هذا الدمار. ليبقى السؤال: هل تترك وعد وزوجها سوريا من أجل إنقاذ سما أم أن الإنقاذ يأتي بالبقاء والمقاومة.
الفيلم نجح في حصد 44 جائزة عالمية خلال عام 2019، منها جائزة العين الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي، أفضل فيلم مستقل وأفضل فيلم وثائقي من حفل جوائز الفيلم المستقل ببريطانيا، يضاف لذلك أيضا جائزة التانيت الفضي من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي، وجائزة اختيار الجمهور من مهرجان ميونيخ السينمائي.
المخرجة عبرت عن سعادتها من أجل هذا الترشح لجوائز الأوسكار، كما صرحت أيضا عبر الحساب الرسمي للفيلم على تويتر بأن الناس كانوا يخبرونها بأن لا أحد سيهتم بالفيلم، ولا أحد سيأتي ليشاهد فيلما آخر عن سوريا، لكنها في كل الأحوال قررت أن تصنع الفيلم لأنه يمثل كل شيء بالنسبة لسوريا وحلب ولها شخصيا.
نجح الفيلم إذن ومن خلال قصة شخصية إنسانية أن يثبت بأن قضية سوريا ما زالت قادرة على البقاء في بؤرة الاهتمام العالمي، حتى بعد مرور تسع سنوات كبيسة من القتل والدمار والتهجير.