[ الرواية تستعرض واقع الحركات الإرهابية في اليمن ]
في بلد الموت والأمراض والجوع انتشر التطرف والقتل في شمال وجنوب اليمن، فتاوي دينية متشددة كانت هي الدافع وراء عمليات القتل التي لم تفرق بين أحد، يبحر الكاتب اليمني مشير المشرعي في كتابه الجديد " الفجر المعتم " في سراديب مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن وأسرار جماعة الحوثي.
ابتدأ الكاتب كتابه من فتره الجهاد الأفغاني والذي يعتبر كان هو نقطه التحول في حياة بطل الرواية قبل أن يتعمق في فتاوي التطرف التي صدرت ضد دولة جنوب اليمن في العام 1994، والتي كانت هي نقطة تعمقه في الفكر الجهادي والدعوات للقتال تحت راية الدين ضد دولة جنوب اليمن.
فبينما كان منخرطا في صفوف تنظيم القاعدة ومسترجعاً في السياق ذكريات عن مراحل النشأة والطفولة والمراهقة التي عاشها، قبل أن يصبح مقاتلاً للقاعدة ثم للحوثي ثم يتحول للتحرر.
ونجد أنفسنا مع هذا الكتاب،الذي يمثل شهادة لمرحلة شاب كانت الفتاوي المتطرفة سبب في جعله قنبلة بشرية وآلة تنفذ القتل تحت أي جماعة، وتتحدث بحرية عبر الأمكنة والأزمنة. إنها قصة شاب يمني مثله الكثير ينزح بلده تحت وطأة أكبر جماعة عالمية وحروب مسعره تشتد كل فتره وأخري.
يحكي الكاتب تفاصيل لم تكشف من قبل، عن تجنيده ونشأته وكيف كانت بعض مراكز التعليم الاسلامي سبب في تفريخه وتجهيزه كقاتل ، ويتحدث عن طريقه نقلهم وتجنيدهم الي معسكرات التنظيم.
وفي تحول درامي يحكي قصة الهروب من تنظيم القاعدة إلى جماعه الحوثي التي يختلف فكرها عن القاعدة وعن العنصرية الهاشمية في تلك الجماعه التي جعلت منه سيد على المقاتلين وقام بزياره الي معقل الجماعه في صعده وعاصر خلاله الحرب الثالثة والرابعة التي اندلعت بين الحكومة والحوثيين.
تستمر الرواية في شدك اكثر فاكثر للتعمق في الجماعات التي عاشها المقاتل في جبال صعده وسهول ابين وسواحل عدن وشبوه حيث كان المقاتل كما سمي نفسه ابو سليمان " يعيش حاله من الانفصام بين فتاوي القاعدة ملازم الحوثي.
يكشف الكتاب عن خطوط تهريب الاسلحة الي الحوثيين في جبال صعده والي القاعدة عبر مواني الحديدة وشبوه وعن القيادات الاجنبية في التنظيم التي كانت تتحكم بوصول الاسلحة.
في نقطه محوريه كانت طريقه اعتقاله اثناء محاولته تهريب متفجرات الي شبوه وتعامل قوات الامن معه نقطه مفصليه بعد ان شاهد محققين امريكان والذي كان ينعتهم بالكفار.
التعذيب ولاغيره كان هو الدافع والمحرك الجديد له للانتقام من الحكومة وعودته من جديد الى صفوف القاعدة لكن هذه المره بشكل اكبر واشد انتقام.
في نقطه مهمه كشفها الكتاب وهي الغارات الامريكية بدون طيار التي اسهب في الحديث عنها والتي تكتشف فيما بعد انها اصابته بغاره وشوهت جسمه بحروق وزادت من دافعه الانتقامي على الغرب.
في تحول مثير ومراجعه للنفس يجد بطل الرواية نفسه يتعمق اكثر واكثر في التطرف والقتل وتاتي له ضربه مؤلمه تمثلت في حادثه مستشفي العرضي التي قال عنها انها كانت الفاصل ونقطه عودته الي رشده وتعرفه على احد الجنود عن قرب بشكل اكبر.
عاد بطل الرواية الى حياته لكن هل تركه التنظيم ينعم بحياته وهل تجاهلته السلطه الامنية ام انتقمت منه بشكل اقوي من قبل ؟
هذه حكاية شاب عاش في ظل فتاوي التطرف التي صنعها شيوخ الارهاب وزينوها حتي واهموه بانه يسعي لفجر مشرق فجر الخلافة فسعي اليهم ، لكنه وقع في مستنقع الخلافات والتناحرات والقتل الذي لايفرق بين احد في اليمن، ففر منها يريد فجر مشرق كما حلم به بديلاً عن الموت وعتمته وبحثاً عن معنى جديد للحياة.