ضمن سلسلة "روائع الأدب الفرنسي الحديث"، وهي جزء من مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، صدرت رواية جديدة بعنوان "ثلاث نساء قديرات" للكاتبة الفرنسية ماري ندياي، نقلتها إلى العربية ماري طوق.
ولدت ماري ندياي بفرنسا عام 1967 لأم فرنسية وأب سنغاليّ عاد إلى بلاده الأمّ وهي في سنتها الأولى، ولم ترَه بعد ذلك سوى ثلاث مرّات. نشأت في إحدى ضواحي باريس ثم انتقلت إلى النورماندي (غرب البلاد) بعد اقترانها بالكاتب الفرنسي جان إيف سندري.
ومع انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا للجمهورية الفرنسية في 2007 وتصاعد اليمين المحافظ واليمين المتطرّف في فرنسا، قرر الزوجان الانتقال هما وأطفالهما للعيش في برلين. وحصلت عام 2009 على جائزة غونكور وهي أرقى جائزة أدبية في فرنسا، وذلك عن رواية "ثلاث نساء قديرات".
لم تعش الكاتبة في السنغال، بيد أن من الواضح أن بنوّتها لرجل سنغالي لم تعرفه حقا قد دمغت بميسمها العميق عالمها الإبداعي ونمط تفكيرها وحساسيتها الأدبية. بعض شخوص أعمالها أفريقية أو زنجية من مناطق أخرى، تخوض عودة شائقة وشاقّة إلى الجذور وبحثا مريرا عن الهوية.
وتمتاز "ثلاث نساءٍ قديرات" بخصوصية في الشكل الروائي، وتضم ثلاث قصص طويلة كل منها مخصصة لحضور فريد لامرأة، ولكن القصص ترتبط بخيوط بعضها خفيّ وبعضها الآخر ظاهر، لتشكّل في نهاية المطاف رواية متكاملة ومنسجمة. والخيط الناظم الأكبر هو الوحدة المعنوية أو الروحية التي تجمع ثلاث نساء يسيطرن على مصيرهن بذكاء وقوة.
ونقلت الرواية للعربية ماري طوق، وهي كاتبة ومترجمة من لبنان تشتغل في مجال التعليم، نقلت إلى الفرنسية قصائد لعبّاس بيضون وشعراء آخرين كما ترجمت للعربية عددا من الأعمال الأدبية، من أهمها "الجميلات النائمات" لياسوناري كواباتا، و"المرأة العسراء" لبيتر هاندكه، و"خفّة الكائن التي لا تُطاق" لميلان كونديرا.