[ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ]
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن بلاده تعتزم زيادة تعاونها مع مصر لضمان وقف المذبحة في قطاع غزة وتحقيق حل دائم ومستدام للقضية الفلسطينية، لافتا إلى ضرورة "تغيير هيكل النظام العالمي" لمنع وقوع المجازر.
وقال أردوغان، خلال حديث مع الصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من العاصمة المصرية القاهرة التي وصل إليها الأربعاء في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 12 عاما، إن "السلام لا يتحقق ما لم تقبل إسرائيل بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967".
وأضاف أن "التزام الصمت إزاء هذه الإبادة الجماعية له إثم وحساب عسير جدا"، لافتا إلى أن التاريخ سيحاكم أولئك الذين يغضون الطرف عن المذبحة المرتكبة بحق سكان المنطقة (غزة)، بحسب الأناضول.
وأردف: "أما الذين ارتكبوا هذه الإبادة الجماعية، فقد أُدينوا بالفعل من الآن أمام التاريخ".
وشدد أردوغان على أنه "أصبح من الواجب بعد الآن تغيير هيكل النظام العالمي الذي يتيح ارتكاب مجازر جديدة، وإنشاء آلية مراقبة فعالة (للانتهاكات)".
وأشار أردوغان إلى أنه أعرب خلال لقائه رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، عن "تقدير تركيا ودعمها لموقف مصر الحكيم ضد سياسة إسرائيل في تهجير سكان غزة".
واعتبر أن "تنسيق بلاده مع مصر سيسهم بشكل كبير في تحقيق السلام والهدوء والاستقرار في المنطقة"، بحسب تعبيره.
وفي ما يتعلق بعزم الاحتلال الإسرائيلي على شن هجوم بري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قال أردوغان إن "هذا ينم عن انعدام الضمير لدى الجانب الإسرائيلي"، وفقا لوكالة الأناضول.
وتتصاعد التحذيرات الدولية والأممية من مغبة شن حملة عسكرية إسرائيلية على رفح الحدودية المكتظة بالنازحين والسكان، في حين يؤكد الاحتلال عزمه على إطلاق عدوان بري واسع النطاق على المدينة جنوب قطاع غزة.
ولفت أردوغان إلى أنه بحث هذا الموضوع مع نظيره المصري، وأبلغه بأنه لا يمكن التساهل في ما يخص سلامة الناس في رفح.
واستنكر قيام دولة الاحتلال بتوجيه المدنيين إلى المنطقة باعتبارها آمنة ومن ثم إلقاء القنابل عليها. وقال: "هل يتوافق ذلك مع القيم الإنسانية وقانون الحرب والقانون الدولي وحقوق الإنسان؟ يجب على الإنسانية أن تسمع هذه الصرخة في أسرع وقت".
ويعاني النازحون الفلسطينيون في رفح المكتظة بالسكان من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل والقصف الذي يستهدف المنازل المأهولة، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية وندرة الغذاء والدواء والوقود، وانعدام أبسط مقومات الحياة.
ولليوم الـ132 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 28 ألف شهيد، وعدد الجرحى إلى حوالي الـ68 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة بغزة.