أدى عشرات الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في مراكز الإيواء بدلا من الجوامع التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية بمحافظتي غزة وشمال القطاع.
وفي ساحة مدرسة "الفالوجة" (حكومية) شمال القطاع، وقبل بدء خطبة الجمعة توافد النازحون والفلسطينيون الذين يقيمون في مراكز الإيواء القريبة من المدرسة، حيث فرشوا السجاجيد والأغطية للصلاة عليها.
وخلال الحرب وقبل موجات النزوح الكبيرة من مدينة غزة والشمال نحو الجنوب نهاية أكتوبر/ تشرين الأول وبداية فبراير/ تشرين الثاني 2023، أجازت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية صلاة الجمعة في المنازل خوفا من استهداف المساجد وتجمعات المواطنين في الساحات العامة للصلاة.
لكن بعد الانسحاب الجزئي من شمال القطاع ومدينة غزة، بدأ الفلسطينيون باستعادة جزء من مظاهر العبادات خاصة صلاة الجمعة "جماعة"، متحدين بذلك طائرات الاستطلاع التي تحلق فوق رؤوسهم على مستويات منخفضة، والقذائف المدفعية العشوائية التي من الممكن أن تصيبهم في أي لحظة.
ومطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي من عدة مناطق بمحافظتي غزة والشمال كان قد توغل فيها مع بدء عمليته البرية في 27 أكتوبر الماضي، ليعاود التوغل مجددا في بعضها يوم 16 من الشهر ذاته.
وقال مسؤول مديرية وزارة الأوقاف في محافظة شمال القطاع مرسي سلمان، والذي ألقى خطبة الجمعة: "الحرب على قطاع غزة دمرت كل مقومات الحياة، وأظهرت عداوتها للدين الإسلامي ومساجد الله التي تصدح بكلمة التوحيد والتي تنشر رسالة الإسلام".
وأضاف للأناضول أن "الجيش الإسرائيلي دمر بشكل كامل أكثر من 200 مسجد ومصلى من أصل 240 تقع في محافظة شمال القطاع، بنسبة تصل إلى 90 بالمئة".
وأوضح أن الوزارة قررت "إقامة الصلوات في هذه الفترة داخل مراكز الإيواء شمال القطاع"، مستنكرا استهداف المساجد ودور العبادة.
من جانبه، قال الفلسطيني عادل خريس، النازح من حي الصفطاوي (شمال): "بدأنا بإقامة صلاة الجمعة في المدارس ومراكز الإيواء لعدم وجود مساجد".
وأضاف في حديثه للأناضول: "سنواصل إقامة الصلاة (جماعة) مهما كانت الظروف صعبة".
وندد بالمزاعم الإسرائيلية التي يتم على أساسها استهداف المساجد، قائلا: "الاحتلال يدعي كل شيء، يقتل المدنيين ويقول عنهم إرهابيين".
وخلال الحرب، زعمت إسرائيل أن المساجد في قطاع غزة تستخدم لأغراض عسكرية.
وبحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن "إسرائيل دمرت منذ بداية الحرب نحو 157 مسجدا بشكل كلي، و246 مسجدا بشكل جزئي".
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة "24 ألفا و762 شهيدا و62 ألفا و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.