[ حصلت تواصلات بين جبهة الإنقاذ والمجلس العسكري قبل الانقلاب بساعات- أرشيفية ]
كشفت صحيفة مصرية ما اعتبرته "كواليس ما حدث يوم 3 تموز/ يوليو 2013"، الذي شهد إعلان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ما أطلق عليه اسم "خارطة الطريق"، قائلة إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عرض على الإخوان المسلمين، إمكانية المشاركة في الحياة السياسية بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، واعتباره رئيسا سابقا للجمهورية، والمنافسة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مجددا، لكن مرسي والإخوان رفضوا العرض، واستمروا في اعتصام "رابعة".
وتؤكد هذه الرواية صحة ما ذكره وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في وزارة هشام قنديل، محمد محسوب، السبت، على لسان رئيس حزب "الحرية والعدالة"، محمد الكتاتني، من أن الجنرال (عبد الفتاح السيسي) عرض عليهم يوم 2 تموز/ يوليو، تنحي الرئيس مرسي، وعودته لبيته معززا مكرما بمخصصات رئيس جمهورية، والمشاركة في حكومة بعدد من الوزراء، وعدم المساس بالجماعة أو بحزبها، وانتهوا إلى رفض الصفقة، لأنهم لا يقبلون تسليم السلطة لانقلاب عسكري.
وفي استعراضها لما حدث يوم 3 تموز/ يوليو 2013، قالت صحيفة "الوطن" الموالية للعسكر، والصادرة الأحد، إنه كان هناك اجتماع تحضيري سبق إلقاء القائد العام للقوات المسلحة، المشير عبدالفتاح السيسي، وقتها، لبيان 3 يوليو، كاشفة أن قيادات الجيش رشحت الدكتور حازم الببلاوي لرئاسة الحكومة.
وأشارت الصحيفة، بحسب شهادات مشاركين في الاجتماع، إلى وجود اتصالات بين جبهة الإنقاذ، مع قيادات المجلس العسكري، قبل حلول 30 حزيران/ يونيو بساعات، لا سيما بوزير الإنتاج الحربي الحالي، اللواء محمد العصار.
وأشارت إلى أن البرادعي طالب في الاجتماع بضرورة تشكيل مجلس رئاسي مدني، واقترح أن تكون صياغة بيان 3 يوليو كالتالي: "قررت القوات المسلحة"، التي كانت تعني الانقلاب العسكري، لذا تم رفضها.
وأضافت أن حزب النور طالب بالتوجه إلى الرئيس محمد مرسي، والتوقيع على البيان، لكن تم رفض ذلك في الاجتماع.
وكشفت عن أن أبرز المشاركين في الاجتماع كانوا: محمد البرادعي، وسامح عاشور، وعمرو موسى، والسيد البدوي، وحمدين صباحي، ورئيس حزب الكرامة، محمد سامي، ومنير فخري عبدالنور، والأمين العام لحزب النور جلال مُرة، ومؤسسي "تمرد": محمود بدر ومحمد عبدالعزيز.
وزعمت "الوطن" أنه كان بإمكان "الإخوان" تفادي كل الخسائر التي وقعت على المستوى التنظيمي، وعلى مستوى الدولة بشكل عام، على حد قولها.
ونقلت شهادات من كانوا حاضرين ومشاركين في اجتماع "خارطة الطريق" الذي عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة السيسي، لمناقشة تفاصيل الخارطة، التي وضعها المجلس.
اتصالات قبل 30 يونيو بين "الإنقاذ" و"العسكري"
وبحسب الصحيفة: قال رئيس حزب الكرامة، محمد سامي، إنه خلال اجتماع 3 يوليو، رشح المجلس العسكري حازم الببلاوي لرئاسة الحكومة، وتم اختيار شخصيات لتكون ضمن التشكيلة الوزارية، منها منير فخري عبدالنور وأحمد البرعي وحسام عيسى وكمال أبوعيطة (كلهم تولوا وزارات بالفعل عقب الانقلاب)، وكذلك تم التوافق على أن يكون محمد البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية.
وكشف "سامي" وجود اتصالات، قبل حلول 30 يونيو بساعات، مع قيادات المجلس العسكري، على رأسهم اللواء محمد العصار، مضيفا: "جاءنا اتصال خلال اجتماع ضم كلا من سامح عاشور وعمرو موسى والسيد البدوي وحمدين صباحي، مفاده أن الجيش يقف وراء الشعب، وأن هناك توافقا على خلع هذا الكيان السرطاني"، وفق وصفه.
ووجه سامي الشكر للسيسي، قائلا: "الإخوان كان أمامهم 100 سنة علشان خاطر نخلعهم".
البرادعي دعا لمجلس رئاسي و"قررت القوات المسلحة"
وقال المتحدث باسم حركة "تمرد"، محمد نبوي، إن أول اتصال رسمي بالقوات المسلحة مع الحركة كان يوم 3/ 7 الساعة 12 ظهرا، من قبَل العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة في ذلك الوقت، الذي طالب باستدعاء محمود بدر إلى القيادة العامة لحضور اجتماع مهم مع القوى السياسية، وبالفعل أبلغنا محمود بدر ومحمد عبدالعزيز، اللذين توجها إلى القيادة فورا.
وأضاف "نبوي" أن الاجتماع استمر مدة خمس ساعات، وشهد العديد من الآراء، منها ما قاله محمد البرادعي بضرورة تشكيل مجلس رئاسي مدني من قبَل مرشحي الرئاسة السابقين، أو قيادات جبهة الإنقاذ، وهو ما رفضته "تمرد"، وتمسكنا بأن يكون رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيس الجمهورية المؤقت.
وتابع بأن "البرادعي" طالب بأن تكون الصياغة في بيان 3 يوليو: "قررت القوات المسلحة"، ورفضتها "تمرد"، وطالبنا بأن تكون الصياغة "قررت القوى المجتمعة"؛ لأن صياغة "البرادعي" كانت تعني الانقلاب العسكري.
وأشار إلى أن جلال مُرة، الأمين العام لحزب النور، طالب بالتوجه إلى محمد مرسي، والتوقيع على البيان، وهو الأمر الذى رفضه الحضور؛ مؤكدا أن "الجيش كان دائما ما يدعونا لنكون على قلب رجل واحد، وأن نتجنب المنازعات".
رئاسة الببلاوي للحكومة.. اقتراح العسكر
ومن جانبه، قال وزير الصناعة والاستثمار الأسبق، في حكومة الانقلاب، منير فخري عبدالنور، إن القوى السياسية (المنخرطة في الانقلاب تتزعمها جبهة الإنقاذ) توافقت على ما جاء في "خارطة الطريق"، وتوقعنا أن يتلقى محمد البرادعي دعوة من وزارة الدفاع لبحث الأمر، وكان هناك اتفاق شبه كامل على ما صدر، مؤكدا أنه كانت هناك أطروحات عدة فيما يخص تشكيل الحكومة تغيرت حتى يوم حلف اليمين.
وأضاف أن من تلك الأطروحات تكليف محمد البرادعي برئاسة الحكومة، أو أن يكون نائبا لرئيس الوزراء، وانتهى الأمر ليكون نائبا لرئيس الجمهورية، وكذلك كانت هناك ترشيحات عدة منها ترشيح أي من سمير رضوان، أو هاني قدري، أو زياد بهاء الدين، لتولي حقيبة المالية، مؤكدا أنهم عرضوا عليه تولي وزارة السياحة ثم الصناعة والتجارة.
"المصريين الأحرار": لم تكن تتخيل حشد 30 يونيو
أما شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب "المصريين الأحرار"، لمؤسسه نجيب ساويرس فكشف أن قيادات "جبهة الإنقاذ" لم تكن تتخيل نزول المصريين بهذا الحشد، وأنهم سعوا للحشد بطرق عدة، وكانت هناك خلافات عدة حول أماكن الحشد، وهل ستكون بالتحرير أم أمام قصر الاتحادية، (ما يؤكد أن الحشد في 30 يونيو جاء بتدبير قوى أخرى بخلاف الجبهة تتقدمها المخابرات، وفق مراقبين).
وأضاف: صباح 3/ 7 علمنا بدعوة محمد البرادعي، وأنه في طريقه لوزارة الدفاع، ووافق على خارطة الطريق دون الرجوع لأعضاء الجبهة؛ لأننا كنا قد اتفقنا على تلك البنود من قبل بضرورة إجراء الانتخابات، وعزل محمد مرسي.
وأكد وجيه أن خلافا ظهر بين أعضاء الجبهة حول تولي محمد البرادعي منصب رئيس الوزراء، فكان لدى البعض تحفظ على وجوده في هذا المنصب، و"البرادعي" نفسه لم يكن متحمسا لتولي المنصب.
البرادعي ممثل "الإنقاذ" في اجتماع العسكري
وأخيرا جاءت شهادة الرئيس السابق لحزب التحالف الشعبي، عبدالغفار شكر، الذي قال إن جبهة الإنقاذ رشحت محمد البرادعي ليمثلها في هذا الاجتماع، زاعما أنه "لم يبلغنا بأي شيء بخصوص ما دار فيه".