تناولت الدراما السعودية قضية اللاجئين السوريين للمرة الأولى هذا العام من خلال الموسم الثاني لمسلسل “سيلفي 2” الذي يؤدي بطولته ناصر القصبي.
ورغم الأحداث المؤلمة التي عايشتها الحلقة عن أحوال اللاجئين أثناء تجربة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، فإن مشهد غرق الرضيع أثناء رحلة مجموعةٍ من السوريين بالقوارب عبر البحر كان أبرز المشاهد المتداولة على الشبكات الاجتماعية.
السورية رغد الهاشمي - مؤدية دور الأم -، أكدت لـ "هافينغتون بوست عربي" أنها شاركت في هذا العمل رغم أنها ليست ممثلة ولا تنوي أداء أي أدوار تمثيلية لاحقاً، وإنما الهدف كان إيصال رسالة اللاجئين السوريين للعالم.
وأضافت الهاشمي، "تم ترشيحي للدور لكوني سورية وأماً أستطيع التعبير عن مشاعر أمٍ فقدت رضيعها في البحر؛ لأنني أشعر جيداً بمعاناة أهل سوريا الذين يموتون يومياً خلال رحلة الهروب".
وعن ردود أفعال فريق العمل بعد انتهاء المشهد تقول الهاشمي، "قال لي المخرج أوس الشرقي قطعتي قلوبنا، أما ناصر القصبي فقال جسمي ينتفض من الألم والقهر والعجز، لم تنزل لي دمعة لأن الفاجعة التي أحسست بها كانت أكبر من الدموع".
أحداث الحلقة دارت حول طفلة كان يستعد أهلها للهرب من سوريا إلى المجر، ولكن قُتل جميع أفراد أسرتها بعد تعرّض منزلهم إلى القصف، بينما حاول الطبيب، الذي يقوم بدوره القصبي، تهدئة الطفلة التي لم تتوقف عن البكاء.
وبعد أن تعرّف على قصتها قرر تبنيها، إلا أن السلطات السعودية رفضت، فما كان منه إلا أن خاض تجربة الهرب معها في قارب عبر البحر لإيصالها إلى ذويها في المجر، ومن ثم شاهد الأهوال التي يعانيها السوريون في الهرب عبر قوارب الموت التي تحمل حكايات مأساوية للاجئين الذين فقدوا ذويهم في رحلات الهروب.
الهاشمي قالت إنها لم تحاول اللجوء إلى أوروبا عبر البحر، “لأن خبرتي السابقة في اللجوء علمتني التأقلم مع الظروف القاسية، حيث أنني غادرت سوريا مع أهلي إلى السعودية منذ الثمانينات، وعشت فترة في الإمارات و من يومها لم أعد إلى سوريا”.
وأضافت السيدة السورية، “حياتنا كانت دائماً تنقل وتجديد إقامات وانتهز الفرصة لأقول أن الشعب السعودي الذي عشت بينه عمراً شعبٌ طيب إلى أبعد الحدود وكريم ومضياف. المخرج أستاذ أوس الشرقي وافق على ترشيحي للدور بمجرد أن رأى أول تجربة، و بعد المشهد الأخير قال لي بالحرف الواحد: قطعتي قلوبنا وأنا شاهدت بعيني الدموع في عيون بعض الأتراك الذين كانوا معنا”.
الهاشمي ختمت حديثها مع “هافينغتون بوست عربي” بالقول إنها سعيدة لأنها قدمت شيئاً لسوريا وللاجئين في معاناتهم، “خاصةً أنني أم وأشعر جيداً بفجيعة الأمهات السوريات اللاتي فقدن أبناءهن. بعد التصوير كنت منهكة وفقدت صوتي وكل ما يدور في ذهني هو أنني لست أماً لطفل غريق أثناء رحلة الهروب. ماذا عن حال الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن؟”.