بحث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان "جرائم قوات الدعم السريع".
جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين جمعا البرهان مع غوتيريش وكريم خان، على هامش أعمال اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الـ 78 بنيويورك، وفق بيانين صدرا، السبت، عن مجلس السيادة الانتقالي.
وخلال لقائه غوتيريش، أعرب البرهان عن "تقديره للدور الذي يقوم به الأمين العام واهتمامه الشخصي بالأوضاع في السودان"، مؤكدا "استعداد الحكومة السودانية للتعاون مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن الشعب السوداني".
وأشاد البرهان "بالدور الإنساني الذي تقوم به الأمم المتحدة في ظل الظروف الحالية التي يواجهها الشعب السوداني جراء الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع المتمردة".
من جانبه، قال غوتيريش إن "المنظمة الدولية ستكثف جهودها من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن السودانيين والمساهمة في جهود تسوية النزاع الحالي بما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها"، وفق البيان.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ودفعت تلك الاشتباكات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لأن يعلن في يوليو/ تموز الماضي "فتح تحقيق بشأن المزاعم بارتكاب جرائم حرب في سياق الحرب الدائرة في السودان، وخاصة ما جرى في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور".
وفي بيان ثان، قال مجلس السيادة إن لقاء البرهان مع كريم خان "تطرق إلى الجرائم التي يتم ارتكابها في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى من السودان على يد مليشيات الدعم السريع، المتمردة".
ووفق البيان، "أكد البرهان حرص حكومة السودان على تحقيق العدالة لضحايا الجرائم الحالية والجرائم السابقة التي تم ارتكابها بدارفور على يد نفس العناصر (الدعم السريع) التي تنتهك بشكل منهجي القوانين الدولية في حربها الحالية بالسودان وتقترف الجرائم الشنيعة في حق المدنيين".
وحتى الساعة 13:18 (ت.غ)، لم يصدر عن قوات الدعم السريع تعليق حول الاتهامات الموجهة ضدها.
وأشار البرهان إلى أن "الحكومة تولي اهتماما كبيرا للتعاون مع المحكمة وفتح قنوات التواصل معها".
من جانبه، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن "الجرائم الحالية تبدو امتدادا لما تم ارتكابه بدارفور قبل نحو 20 عاما".
واستعرض المدعي العام خلال اللقاء "جهود المحكمة الجنائية الدولية وسعيها لتحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم الخطيرة التي تندرج تحت اختصاص المحكمة"، وفق ذات المصدر.
وأشار كريم خان إلى أن "تحقيقاته في الفترة المقبلة ستشمل تشاد وبعض المناطق في السودان، وأبدى انفتاحه للتعامل مع السلطات السودانية بما يخدم العدالة والمحاسبة".
وتتهم "الجنائية الدولية" مطلوبين سودانيين بينهم الرئيس السابق عمر البشير، بارتكاب "جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية"، خلال نزاع مسلح اندلع عام 2003 بين القوات الحكومية وحركات متمردة في دارفور، وهو ما ينفي صحته المتهمون.