شهدت مدينة السويداء، جنوبي سورية، في اليوم الثالث عشر على التوالي للاحتجاجات ضد النظام السوري، أكبر تظاهرة في تاريخها وسط ساحة الكرامة، إذ تجمع المحتجون من مدن وقرى وبلدات المحافظة، ما يشير إلى اتساع رقعة الاحتجاجات.
وانطلق أبناء القرى والبلدات الذين تجمعوا منذ الصباح الباكر كل في المدينة المركزية التي يتبعون لها إداريا، لينتقلوا فيما بعد إلى ساحة الكرامة في مدينة السويداء، التي شهدت اليوم تظاهرة غير مسبوقة العدد ضمت آلاف الأشخاص.
وكان اللافت في المشهد اليوم خروج نساء السويداء إلى التظاهرات بالزي العربي التقليدي للمحافظة رافعات لافتات تطالب بالتغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد، وصوراً تعبر عن المأساة السورية خلال العقد الأخير، كما وزعن الخبز العربي في ساحة الكرامة.
من جانبه، قال الناشط المدني هاني جربوع، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "المشهد اليوم كان متميزاً بفكرته التي أرسلت للنظام رسالة واضحة مفادها: أن الرهان على الوقت، وعلى تفكيك النسيج المحلي في المحافظة والنسيج السوري عموما، بات نسياً منسياً، وأن جميع الفتن التي ينشرها النظام عبر ماكينته الإعلامية أصبحت غير قابلة للتصديق من قبل السوريين".
ووفقاً لـ "شبكة الراصد" المحلية، فقد قام شيخ العقل الثاني في المحافظة الشيخ حمود الحناوي بالانضمام إلى التظاهرات في مدينة صلخد، مؤكداً تأييده للاحتجاجات ولبيان الشيخ حكمت الهجري.
بدوره، أكد الناشط الإعلامي سمير أبو عسلي، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "ما تشهده المحافظة اليوم من مواقف جلية وواضحة لشيخي العقل، حكمت الهجري وحمود الحناوي، ينغص النظام ويقض مضجعه".
وأوضح أن "محاولات النظام الالتفاف على بعض رجال الدين لتغيير المشهد بالمحافظة ليس مستهجناً"، إلا أنه أشار إلى أن التمثيل الذي يحظى به الشيخين المؤيدين للاحتجاجات أكبر بكثير، ويرجح كفة الميزان لصالح أبناء المحافظة المنتفضين بوجه السلطة.
وحول إمكانية استمرار الاحتجاجات، يقول أبو عسلي إن الرايات التي رفعت اليوم في ساحة الكرامة، والتي حملت كل منها اسم القرية التي قدمت منها والتي من غير الممكن أن ترفع في الساحة إلا بإجماع أبناء القرية على ذلك، هي دليل قاطع على اتساع رقعة الاحتجاجات ومؤشر هام على استمراريتها".