تواصلت التظاهرات الغاضبة في محافظات الوسط والجنوب في العراق ذات الغالبية الشيعية، بالخروج احتجاجا على الأحزاب ذات التوجه الإسلامي المدعومة من إيران. فقد هاجم محتجون غاضبون عددا من مقرات منظمة بدر وحزب الدعوة، مرددين شعارات نالت منهم.
وفي تطور لافت، مزق متظاهرون أثناء هجومهم على أحد مقرات منظمة بدر في محافظات الجنوب، صورة للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، كانت معلقة إلى جانب صورة محمد باقر الحكيم وأمين عام المنظمة هادي العامري.
وفيما ردد محتجون غاضبون عبارات منددة بتلك الأحزاب، فقد نعت آخرون علي خامنئي بـ"اللعين" أثناء تمزيق صورته والصور المجاورة له.
وأصدرت عدد من المليشيات العراقية بيانا مشتركا وقعه كل من "منظمة بدر، وحزب الدعوة الإسلامي/ تنظيم الداخل، وحزب الدعوة الإسلامي/ المقر العام، والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وحركة أنصار الله الأوفياء، وحزب الدعوة الإسلامي/ تنظيم العراق، وحزب الفضيلة الإسلامي، وحركة الجهاد والبناء، وسرايا الخراساني، وتجمع الأمل، وحركة حزب الله، والحركة الإسلامية في العراق".
وجاء في البيان: "نلاحظ في الآونة الأخيرة كلما اقترب حسم المعركة وتسجيل النصر في قواطع العمليات. تظهر أصوات نشاز ومجاميع غير منضبطة تزعزع أمن المحافظة وتهاجم المكاتب المرابط رجالها في جبهات القتال، وتتطاول على رموزها وشخصياتها متناسين تلك البطولات التي تسطر من قبلهم دفاعا عن الوطن والمقدسات".
وأضاف البيان: "من اجل الحفاظ على مكاتب أبناء المقاومة التي تعد منطلقا لإيفاد المجاهدين إلى جبهات القتال نرى من الواجب الحفاظ على مقراتنا من أي اعتداء يحدث من قبل الجميع. ولأجل الحفاظ على أمن المحافظة والوقوف بوجه من يريد خلط الأوراق".
وأدانت المليشيات "الأعمال البربرية التي طالت المكاتب الجهادية والسياسية ومزقت صور المراجع العظام والشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل الوطن والمقدسات وما زالت دماؤهم لم تجف في أرض المعركة".
وتابعت: "قررنا إعطاء سقف زمني لمدة أربع وعشرين ساعة للأجهزة الأمنية المتمثلة بقيادة العمليات وقيادة شرطة ميسان لاتخاذ الموقف الأمني الواضح تجاه الأفراد غير المنضبطين، وبخلافه سيتخذ موقف سياسي وأمني بذلك".
ودعت كافة الأطراف والكيانات ورؤساء العشائر إلى "اتخاذ موقف موحد وإعلان البراءة من الأفراد غير المنضبطين، ونهيب بمن يدعون أنهم يقودون التظاهرات السلمية أن يعرفوا بأنفسهم ليتم التعامل معهم بما يسمح به قانون التظاهر تلافيا لآي أمر لا يحمد عقباه".
وقالت: "على رئيس اللجنة الأمنية العليا السيد محافظ ميسان تحديد أماكن معينة بالتظاهر السلمي واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لمنع أي خرق من هذا القبيل وتحمل مسؤولياته تجاه ذلك، ونتمنى أن لا يجرب غضب المجاهدين من قبل ضعاف النفوس وقد أعذر من أنذر".
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان له، الجمعة، إلى إبعاد محافظة النجف عن التظاهرات، عازيا ذلك إلى "قدسية" المحافظة، فيما أكد ضرورة أن يكون الضغط على مقار الأحزاب "الفاسدة" سلميا.
وكان الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أصدر الخميس، توجيهات لحراس مقرات منظمته بالرد على أي هجوم تتعرض له مباني مقرات المنظمة، بينما عدّ رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي تلك الهجمات محاولة لإثارة فوضى داخلية في البلاد.
وأصدر العامري في بيان له "الأوامر لجميع مقرات المنظمة بأن يتعاملوا مع كل من يتعدى على مقرات المنظمة على أنه داعشي أو بعثي".
ونقل البيان عن العامري قوله: "إننا بحرب مع هؤلاء، والتعدي علينا هو جزء من معركتنا معهم ويحق لنا الدفاع عن أنفسنا".
وتعرضت مكاتب ومقرات الأحزاب الشيعية المشاركة بالعملية السياسية في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب، إلى هجمات من متظاهرين خرجوا غاضبين على الأوضاع الحالية في البلاد.
وقال المالكي في بيان، إن "اعتداءات آثمة قامت بها مجموعات الشغب التي أعادت إلى أذهان العراقيين ما كانت تقوم به عصابات الحرس الجمهوري وفدائيي صدام إبان الحقبة البعثية المظلمة، وكان المفروض على أصحاب المطالب الحقة من المواطنين التعبير عنها بطرق قانونية محترمة".
وأضاف أن "الاعتداء على مكاتب حزب الدعوة الإسلامية الذي تصدى للنظام البعثي الدكتاتوري وقدم قوافل الشهداء، يشكل خطوة جديدة لإثارة الفوضى والاضطراب استغلالا لعنوان الإصلاح وخدمة لأجندات خارجية وتحقيقا لنزعة عدوانية".
وتابع المالكي قائلا: "إننا في الوقت الذي نحذر فيه الجهات التي تقف وراء هذه الحركة المشبوهة من الاستمرار في مخطط إثارة النزاعات الداخلية بالتزامن مع تصدي قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر لتنظيم داعش الإرهابي، نطالب بوجوب التصدي لهذه الجماعات الخارجة عن القانون التي لم يعد خافيا على جميع أبناء الشعب العراقي العزيز أنها تقوم بتنفيذ أجندات خارجية".
وطالب المالكي "جميع القوى والأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية بالوقوف صفا واحدا، بوجه كل من يحاول شق الصف الوطني تحت لافتات وادعاءات أصبحت مفضوحة أمام الجميع في داخل العراق وخارجه".