[ تشييع قتلى للحرس الثوري الإيراني (إرشيفيه) ]
أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية التابعة للحرس الثوري الإيراني عن هزيمة قوات الحرس الثوري ولواء فاطميون الأفغاني لأول مرة في معارك خان طومان بحلب.
وقالت صحيفة "جام جم" الرسمية الإيرانية إن مصير العشرات من عناصر قوات الحرس الثوري الإيراني بات شبه مجهول، كما تم أسر وقتل العديد من ضباط وجنود الحرس على يد المعارضة السورية خلال المعارك التي تدور في منطقة خان طومان بريف مدينة حلب.
واعترفت الصحيفة الإيرانية بهزيمة قوات الحرس الثوري في خان طومان قائلة: "في معارك خان طومان التي شهدتها مشارف حلب بين قوات الحرس الثوري الإيراني والمعارضة السورية انتهت بسيطرة المعارضة السورية على المدينة وقتل وأسر ما تبقى من قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة هناك".
ونشرت الصحيفة محادثة "واتساب" لأحد الأسرى الإيرانيين قبل أن يُعتقل كشف فيها عن وجود 83 عنصرا من قوات الحرس الثوري الإيراني محاصرين داخل أحد مخابئهم في مدينة خان طومان، وأنهم ينتظرون الإسناد الجوي أو القصف المدفعي من قبل الجيش السوري أو الحرس الثوري للانسحاب من المدينة المحاصرة، ولكن لم ينجح الحرس الثوري في استخراج قواته من المدينة مما أدى إلى قتل البعض وأسر البعض الآخر على يد المعارضة السورية بعد تحريرها من قوات الحرس الثوري الإيراني التي كانت تحتلها.
وكشفت الصحيفة الإيرانية عن وجود لواء جديد يدعى "لواء مازندران" يشارك بالقتال في سوريا لافتة إلى أن جميع الذين قتلوا أو تم أسرهم في خان طومان ينتمون إلى هذا اللواء ولواء فاطميون الأفغاني.
وأكدت على تحرك عاجل يخطط له الحرس الثوري الإيراني للتدخل في الشمال السوري ردا على هزيمة قواته وأسرهم على يد المعارضة السورية في معارك خان طومان بحلب.
وأصدر الحرس الثوري في محافظة مازندران بيانا عاجلا، السبت، اعترف فيه بهزيمة قواته في حلب وقال: "بسبب خرق الهدنة من قبل المعارضة السورية قتل العديد من قوات الحرس الثوري التابعة إلى لواء مازندران في معارك خان طومان"، متهما قوات المعارضة السورية بمحاولة التأثير على نفسيات الشعب الإيراني وإضعاف معنوياته من خلال نشر صور القتلى والأسرى من عناصر الحرس.
ولم يبين بيان الحرس الثوري الإيراني أعداد المفقودين أو الأسرى والقتلى من عناصره في معارك خان طومان.
وكشف موفد التلفزيون الرسمي الإيراني في دمشق، حسن شمشادي، عن مصرع أعداد كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيراني في حلب.
وقال الصحفي الإيراني المتواجد في دمشق: "لا أستطيع نشر الصور والمعلومات الدقيقة عن قتلى قوات الحرس الثوري في معارك خان طومان لأننا سنساهم ونساعد بذلك العدو في حربه الإعلامية والنفسية التي يشنها على إيران".
واعترف شمشادي بهزيمة القوات الإيرانية في مدينة حلب وقال: "شنت القوات المسلحة التابعة للمعارضة السورية عمليات عسكرية مباغتة لقواتنا في خان طومان، وقتلت وأسرت خلال هذه العمليات المفاجئة العديد من قوات الحرس الثوري والعناصر التي تقاتل بجانبه من جنسيات أخرى".
ورصدت "عربي21" ردود أفعال إيرانية غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الإيرانيين بسبب قتل وأسر قواته في سوريا.
وقال مصطفى حيدري ردا على الصحفي الإيراني، حسين دليران، المقرب من الحرس الثوري: "من قال إنه يمكننا الحفاظ على مصالح الشعب الإيراني من خلال قتل الشباب الإيراني في سوريا؟".
في حين قال مستخدم إيراني آخر يدعى بهزاد بعدما نشرت صور وأخبار أسر وقتل العديد من القوات الإيرانية بسوريا: "جميع الإيرانيين الذين انتشرت صورهم قتلوا في مدينة لا يوجد أي مزار للشيعة فيها، وتسمية الشماركة العسكرية الإيرانية بسوريا للدفاع عن مزارات الشيعة بات خدعة واضحة للتدخل بسوريا".
وقال مراقبون للشأن الإيراني لـ"عربي21" إن هزيمة قوات الحرس الثوري الإيراني في حلب ونشر صور الإيرانيين الذين ظهروا بصورة أذلاء في المقاطع والصور التي نشرت بات تأثيرها واضحا على الشارع الإيراني وأصبحت تظهر انتقادات واسعة على المشاركة العسكرية الإيرانية بسوريا.
وصرح مسؤول رفيع المستوى في الحرس الثوري للإعلام الإيراني عن الأرقام الجديدة للقتلى الإيرانيين في عمليات خان طومان قائلا: "حتى هذه اللحظة وصل عدد القتلى من قوات الحرس 13 عنصرا و21 جريحا إيرانيا".
ولم يكشف تصريح مسؤول الحرس الثوري عن عدد الأسرى الإيرانيين لدى المعارضة السورية.
وبعد الإعلان عن عدد القتلى الإيرانيين بسوريا، والتي تعد هذه المحصلة أولية، طالب الحرس الثوري الشعب الإيراني بالحفاظ على هدوئه ومعنوياته، وألا يتابع الأخبار التي تنشر على مواقع التواصل أو القنوات المحرضة على الفتنة التي تريد ترويج ونشر الإحباط والفتنة بين الإيرانيين.