كشف قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاج زاده، أن القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، اجتمع في 24 تموز/ يوليو 2017، بالرئيس السابق حسن روحاني، وحذره من أن النظام والمرشد "خط أحمر".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة "كيهان" الإيرانية مع علي حاج زاده، قال فيها إن اللقاء عقد على خلفية تصريحات اعتاد أن يطلقها روحاني في تلك الفترة لـ"تشويه الحرس الثوري" و"مهاجمة الموالين للنظام كل يوم".
وبحسب القيادي في الحرس الثوري، فإن اللقاء جمع روحاني بقادة رفيعي المستوى في الحرس الثوري، بمن فيهم محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري وقتها، وقاسم سليماني الذي اغتيل في غارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله هو ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبا مهدي المهندس قرب مطار بغداد في 3 كانون الثاني/ يناير 2020.
وقبل اللقاء بنحو شهر، عبر روحاني عن احتجاجه على تدخل الحرس الثوري في الشؤون الاقتصادية للبلاد قائلا: "الحكومة التي تمتلك السلاح تسلمت اقتصاد البلد من الحكومة التي ليس لديها سلاح، ولا أحد يجرؤ على منافستها".
وأضاف: "الاقتصاد والسلاح والإعلام بيد العسكر ولا يستطيع أحد منافستهم".
وبحسب حاجي زاده، فقد توجه سليماني خلال الاجتماع إلى روحاني قائلا: "سيد روحاني! هل تريد أن تتبع طريق أحمدي نجاد؟ هل تريد أن تكون مثله؟... لماذا تجلد نفسك؟ لماذا تهاجمنا كل يوم؟"، وذلك في إشارة إلى خلاف الرئيس الأسبق نجاد وروحاني مع سليماني بشأن التدخل في المنطقة.
وأبلغ سليماني روحاني أن "النظام والمرشد خط أحمر بالنسبة للحرس الثوري، وأنهم لا يستطيعون الصمت أمام التشويه الذي يمارسه دائما".
وتابع القائد في الحرس الثوري، وهو أحد المتهمين الرئيسيين في تدمير الطائرة الأوكرانية، التي تم إسقاطها "بالخطأ" في يناير 2020، قائلا إن قادة الحرس أبلغوا روحاني خلال الاجتماع بأنه "لا ينبغي للمرء أن يجلد ذاته، لدينا القوة والفرصة، ونريد مساعدة حكومتك.. المرء لا يضعف قواته؛ ما هذا الكلام الذي تتفوه به! نحن لا نستطيع تحمل هذه الأقوال!".
وكشف قائد سلاح الجو بالحرس الثوري عن خلافات كبيرة سادت بين قاسم سليماني من جهة وحكومة روحاني، بسبب تدخل الحرس الثوري في دول أخرى والدعم المالي والعسكري للقوات التي تعمل بالوكالة عن النظام الإيراني في المنطقة.
وأضاف حاجي زاده: "قال كثير من الناس نتيجة الدعاية المسمومة، لماذا أخذ (قاسم سليماني) أموالنا إلى الخارج؟" لماذا يدعم ديكتاتورا؟ لماذا نذهب إلى سوريا؟ هل نسينا شعار ’لا غزة ولا لبنان‘؟".
وأثار روحاني جدلا بسبب الانتقادات التي وجهها للحرس الثوري خلال حملته الانتخابية في أيار/ مايو 2017، عندما طالب هذه القوات بالاهتمام بالشؤون العسكرية والأمنية على الحدود، متهما إياه بإرهاب المستثمرين، محملا سلوكه الأمني مسؤولية تردي الاقتصاد في إيران.