[ ولي عهد ابوظبي مع امير قطر ]
يؤكد المعنيون أن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الإمارات العربية المتحدة أمس فتحت آفاقا جديدة من التعاون بين الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي، وتأثيرها سيمتد لجملة ملفات إقليمية مهمة.
ولم تمر هذه الزيارة -التي جاءت في سياق إقليمي معقد- دون أن تثير فضول المتابعين والمراقبين، وتفرض ذاتها على المشهد الإعلامي في كل من قطر والإمارات، لا سيما أن البلدين أبديا في أوقات مختلفة مواقف متباينة إزاء بعض الملفات والقضايا، ومنها الوضع في مصر وليبيا. فهل قرر البلدان حلّ خلافاتهما، وبدء صفحة جديدة من العلاقات والتفاهمات تجاه هذه القضايا وسواها، أم أنهما قررا العمل المشترك بمعزل عن تلك الخلافات؟
وحسب المصادر الرسمية، فقد بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما آخر تطورات الأوضاع بالمنطقة.
كما استعرض الجانبان العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في المجالات كافة، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول كل ما من شأنه تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومواجهة التحديات بالمنطقة من منطلق وحدة التاريخ والهدف والمصير المشترك، وفق ما أوردته البيانات الرسمية.
ولقيت زيارة أمير قطر إلى الإمارات ترحيبا وحفاوة كبيرتين عكستهما آراء الكتّاب والمتابعين في البلدين، التي اعتبرت أن الأزمات التي تشهدها المنطقة قادرة على توحيد المواقف ورصّ الصفوف في مواجهة المخاطر.
فقد علق رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية محمد الحمادي على هذه الزيارة بقوله "عندما تلتقي قيادتنا الخليجية فلا بد أنها تجتمع على الخير وللخير ولمصلحة أوطانها وشعوبها وأمتها العربية والإسلامية ولخير الإنسانية"، مضيفا أن "الإمارات وقطر تضعان يديهما بيد بعضهما بعضاً من أجل خير المنطقة وأمن دولها واستقرارها".
وأكد الحمادي أن الذين يراهنون على قطع الجسور بين أي دولة وأخرى من دول مجلس التعاون الخليجي يخسرون الرهان.
ويشير إلى أن الجسور بين دول الخليج العربي ليست من ورق ولا حتى من صخور وفولاذ، بل هي جسور الدم الواحد والتاريخ الواحد والمصير المشترك، حسب وصفه.
ويرى رئيس تحرير صحيفة الاتحاد أن زيارة أمير قطر تؤكد أن السقف الذي يظلل علاقات دول الخليج غير قابل للهدم والاختراق، كما أن التحديات التي تمر بها المنطقة تجعل التلاحم فرض عين على كل مواطن خليجي.
من جانبها، علقت صحيفة الخليج الإماراتية على زيارة أمير قطر، ورأت أن لقاءه ولي عهد أبوظبي جدد إرثاً عزيزاً من العلاقات.
وقالت إنه لا مناص من العودة إلى الينابيع الأولى، وإلى ما تأسس عبر التاريخ المشترك بين الدولتين الشقيقتين والشعبين الشقيقين، وهو ما يرسّخ حقيقة مؤدّاها وحدة المنطلق والمصير.
وتضيف الصحيفة "إذا كان كل لقاء بين الإمارات وقطر مهماً وضرورياً، فإن هذا اللقاء بالذات مهم وضروري أضعافاً مضاعفة"؛ كونه يأتي في خضم مرحلة استثنائية تستلزم أن "نقف فيها معاً في مواجهة ما يهدّدنا ويتربّص بأوطاننا ومقدّراتنا، خصوصاً لجهة أعدائنا"، مشيرة إلى أن تاريخ التجربة والعلاقة بين البلدين يؤكد وجود إمكانية هائلة لتفاهم أكبر وتعاون أوثق.
على الطرف الآخر، أبدت الصحف القطرية احتفاء مماثلا بالزيارة التي عدّتها ناجحة على كل المستويات، وعلقت صحيفة الوطن القطرية على الزيارة فأكدت أن ما بين قطر والإمارات هو تطلعات خليجية جامعة، وأحلام للارتقاء بأوطان وشعوب هذه المنطقة وتاريخ من الارتباط العضوي الحميم وأواصر العقيدة واللسان والدم، كما أن بين البلدين مصيرا لا يقبل التجزئة على الإطلاق، على حد تعبير الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أن المباحثات كانت ناجحة بامتياز، حيث توحدت فيها المواقف والإرادات لمجابهة كافة التحديات الآنية، كما تعززت مسيرة الكيان الخليجي الواحد، مشيرة إلى أن القيادتين تدركان تماما أن هذا العالم أصبح جسدا واحدا إذا ما تحسّس منه أي عضو، تحسست بقية أعضاء الجسم كله، وفق وصف الصحيفة.
وختمت بالقول "لقد توحدت أكثر الرؤى والمواقف، ولا يختلف اثنان- إطلاقا- أن حكم الوقت يتطلب مثل هذه الوحدة، وبمثل هذه الوحدة يكمن التغلب على كافة التحديات، وبها يمكن للمسيرة الخليجية أن تمضي".
أما صحيفة الشرق القطرية فقالت إنه "لا يخفى على فطن أن التنسيق الخليجي وصل لأعلى درجاته في الشهور الأخيرة على كافة المستويات من أجل مواجهة التحديات الإقليمية، والبحث عن حلول سلمية للملفات الملتهبة بالمنطقة".
كما نقلت الصحيفة عددا من التغريدات عن زيارة أمير قطر للإمارات، وقالت "سويعات.. هي مدة الزيارة الأخوية التي قام بها سمو أمير البلاد المفدى للإمارات الشقيقة إلا إن رواد تويتر تفاعلوا معها من خلال وسم (هاشتاغ) #الامارات_وقطر_يدا_بيد بأكثر من 261 مليون تفاعل حول العالم وما يزيد عن 12 ألف تغريدة.