قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الثلاثاء 16 فبراير 2016، إن "مصر تعتبر قرار السعودية بالتدخل البري في سوريا أمرا سياديا منفردا".
وأضاف شكري أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي أن "القرار السعودي لا يأتي في إطار القوة الإسلامية المشتركة لمواجهة الإرهاب".
وتظهر تصريحات وزير الخارجية المصري حجم التباين بين الموقفين المصري والسعودي فيما يتعلق بالتدخل العسكري في الأزمة السورية. إذ عبرت السعودية أكثر من مرة عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا.
ففي مقابلة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مع قناة سي إن إن، الجمعة 12 فبراير 2016، جدد الجبير استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا قائلا "إذا قرر التحالف الدولي ضد "داعش" -والذي نحن جزء منه- إرسال قوات برية إلى سوريا -إلى جانب الحملة الجوية الحالية- فإن المملكة العربية السعودية مستعدة لإرسال قوة خاصة من أجل هذا المسعى".
ويتضح من تصريحات الجبير أن السعودية تربط إرسال قواتها البرية بمشاركة دولية ضمن قوات التحالف.
ويقول الدكتور سرحان العتيبي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، في حديثه مع بي بي سي عربي، إن "مصر الآن ضمن محور يضم روسيا وإيران وسوريا، ولا يمكن للدور المصري الخروج عن هذا المحور".
ويضيف أستاذ العلوم السياسية السعودي "الموقف المصري لم يكن مفاجئا، فقد عبر مسؤولون مصريون عن آراء مماثلة من قبل، كان آخرها تصريحات وزير الخارجية المصري السابق، نبيل فهمي، والتي قال فيها إن مصر رفضت طلبا سعوديا بإرسال قوات برية إلى اليمن".
ويرى العتيبي أن سبب الموقف المصري يرجع إلى أن "السياسة المصرية الحالية غير مستقلة وترتبط بتوجهات خارجية"، حسب وصفه.
في المقابل، يقول الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديثه مع بي بي سي عربي، إن "الدبلوماسية المصرية تنطلق من فكرتين رئيسيين: أولا. حماية الدولة السورية كمؤسسات من أن تقع بأيدي جماعات إرهابية مثل "داعش". ثانيا. دعم الخيار السياسي وأن يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه".
ويضيف أبو طالب "عسكرة الصراع السوري يعقده ولا يسهم في علاجه، ويتجلى ذلك بوضوح عبر السنوات الخمس للأزمة".
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات المصرية السعودية، يرى أبو طالب، أن "العلاقات بين البلدين متشعبة وعلى أكثر من محور، وأن الاختلاف حول الملف السوري، لن يؤثر على طبيعة العلاقات بينهما".
وأعلنت السعودية في ديسمبر 2015 عن تحالف عسكري يستهدف الإرهاب يضم 34 دولة، من بينها مصر. كما أن مصر تنخرط في تحالف سعودي آخر، تأسس في مارس 2015، وينفذ عمليات عسكرية في اليمن.
وكانت السعودية من أكثر الدول تأييدا للنظام المصري الحالي، وقدمت له مساعدات مالية وتسهيلات اقتصادية بملايين الدولارات. إلا أن مراقبين يرون أن السياسة السعودية تجاه مصر تغيرت مع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم، إذ أصبحت السعودية أكثر تقاربا مع كل من تركيا وقطر، واللتين تشهد علاقتهما بالنظام المصري توترا كبيرا.
وبدأت السعودية، الاثنين 15 فبراير 2016، مناورات جوية مشتركة مع تركيا تستمر لمدة خمسة أيام، مع تأكيد البلدين استعدادهما تكثيف عملياتهما ضد تنظيم "داعش". كما أعلنت تركيا عن وصول مقاتلات سعودية إلى قاعدة "إنجرليك" الجوية جنوبي تركيا من أجل زيادة وتيرة الهجمات على تنظيم "داعش".