بعد أيام من وفاة الأكاديمي والحقوقي السعودي عبد الله الحامد داخل السجن كتبت رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي رسالة تأبينية تحدثت فيها عن خصاله وشجاعته في الدفاع عن القضايا التي يؤمن بها.
وقالت ماريا أرينا "صدمت عندما علمت أن واحدا من أبرز الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان في السعودية توفي داخل السجن الذي كان يقضي عقوبته فيه".
وجاء في رسالة التأبين أن البروفيسور الحامد (69 عاما) كان رائدا في مطالبة السعودية بالاعتراف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإجراء إصلاحات سياسية للتوصل إلى نموذج دولة القانون بما تقتضيه من مؤسسات للمحاسبة.
ودخل الحامد السجن في مارس/آذار 2013، حيث حكم عليه آنذاك عليه بالسجن 11 عاما، من دون توضيح أسباب الحكم.
وأشارت البرلمانية الأوروبية إلى أن الحامد "كرس كل حياته للنضال ضد الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، إلى جانب المطالبة بحماية المدافعين عن حق الناس في الحرية والحقوق الأساسية".
وصباح يوم الجمعة الماضي أعلن عن وفاة الرجل داخل السجن إثر جلطة دماغية أصيب بها بعد فترة من الإهمال الطبي، وفق نشطاء حقوقيين.
وعن ظروف الوفاة كتبت أرينا "لقد كانت السلطات السعودية على وعي بالوضعية الصحية المتدهورة للحامد منذ مطلع العام الجاري، وإن حرمان المعتقلين من الحصول على العناية الطبية اللازمة خرق للحق في الحياة، ويعد نوعا من المعاملة غير الإنسانية والمهينة..".
وقالت السياسية البلجيكية إن "المدافعين عن حقوق المرأة ونشطاء حقوق الإنسان -مثل رائف بدوي الحاصل على جائزة ساخاروف- يخضعون حاليا للاعتقال، لأنهم مارسوا حقوقهم الأساسية من قبيل حرية التعبير".
وفي سياق العمل على احتواء فيروس كورونا المستجد كتبت "أطالب السلطات السعودية بشدة باتخاذ خطوات لإطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان، وأن تطبق التدابير الصحية دون تمييز".
إدانات حقوقية
وفي وقت سابق، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية أن وفاة المعتقل في السجون السعودية الدكتور عبد الله الحامد دليل واضح على تدهور حقوق الإنسان في المملكة.
وقال مايكل بيج نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الحقوقية "لقد فقدنا أحد الأضواء القيادية لحركة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، لكن رسالته والعديد من النشطاء الذين ألهمهم سيعيشون وسيواصلون الضغط من أجل الإصلاح".
وتابع أنه "من غير المعقول أن يُجبر عبد الله الحامد على قضاء سنواته الأخيرة في السجن لمجرد انتقاده انتهاكات السعودية المتفشية لحقوق الإنسان".
من جهتها، نعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) اليوم عبد الله الحامد ووصفته بـ"البطل الذي لا يعرف الخوف".
جاء ذلك في بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني أعربت فيه عن صدمتها لتلقي نبأ وفاة الحامد في سجون السعودية.
وورد في البيان "شعرنا بالصدمة عندما علمنا بوفاة الحامد أثناء بقائه قيد الاحتجاز بسبب نشاطه السلمي".