قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن هناك مصادر تؤكد أن السعودية مولت عمليات شركة "فاغنر" الروسية التي تقاتل في ليبيا إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأكدت الصحيفة أن دعم حفتر ليس أكثر من أداة ضغط تفاوضية استخدمتها روسيا لتثبيت وجودها في ليبيا كلاعب رئيسي.
وأضافت الصحيفة أن تقريرا أمميا كشف أن مقاتلين أجانب قادوا ستين غارة جوية دقيقة، من أصل 170 شنها طيران موال لحفتر على العاصمة طرابلس. ونقلت لوموند عن خبراء قولهم إن هؤلاء المقاتلين من مصر والإمارات.
واعتبرت الصحيفة أن غياب الدول الأوروبية عن الساحة الليبية واختلاف مواقفها وتضارب مصالحها، إضافة إلى التجاهل الأميركي لما يقع في البلد، كل ذلك فتح الباب أما روسيا وتركيا لتجدا موطئ قدم في ليبيا.
وقالت إن أنقرة وموسكو أحدثتا تحولا إستراتيجيا في منطقة شرق المتوسط، وفرضتا في ليبيا واقعا شبيها بالواقع السوري، وفتحتا مسارا للتفاوض يشبه مسار أستانا في سوريا.
وأشارت إلى أن روسيا وتركيا وإن اختلفت مصالحهما، فإنهما تلتقيان في الرغبة في مزاحمة ومسابقة أوروبا والغرب في عدة مناطق، وخصوصا في الملف الليبي، الذي تحاول أوروبا، بنظر الصحيفة، تدارك ما فاتها فيه.
واعتبرت لوموند أن عدة دول -منها تركيا وروسيا- خرقت القرارات الأممية بحظر توريد السلاح إلى ليبيا، كما نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن تركيا بدورها أرسلت إلى ليبيا مقاتلين سوريين موالين لها لدعم قوات حكومة الوفاق الوطني.
وقالت الصحيفة إن التدخل التركي في الصراع الليبي له علاقة وثيقة بالصراع على الغاز في منطقة شرق المتوسط، مذكرة بالاتفاقية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني الليبية.
ومن جانب آخر، تقول الصحيفة إن روسيا تدخلت في الصراع الليبي لأنها وجدت فراغا في السلطة يمكن ملؤه بأقل تكلفة، كما أنها ترى فيما يجري في الساحة الليبية فرصة لعقد صفقات سلاح ضخمة.