[ قوات حكومة الوفاق ]
قال السفير الليبي في تركيا عبد الرزاق مختار عبد القادر إن بلاده تحتاج دعما عسكريا في الدفاع الجوي والتدريب الخاص، وذلك في ظل أنباء عن تقديم حكومة الوفاق طلبا رسميا إلى أنقرة للحصول على دعم عسكري بحري وبري وجوي.
وصرح عبد القادر - لوكالة الأناضول التركية، عقب مشاركته في ندوة عن العلاقات الليبية التركية أمس الخميس- بأن "ليبيا بحاجة إلى الدفاع الجوي، والتدريب الخاص، والخبرة لدعم المقاتلين في الميدان، لدينا عدد كاف من المقاتلين".
ورأى السفير أن "الدعم العسكري لا يعني الإضرار بالشعب الليبي، بل سيساعد على الأمن والاستقرار. والبلدان شقيقان وليسا صديقين فقط".
من جهته، قال أمر الله إيشلر مبعوث الرئيس التركي إلى ليبيا -في كلمة ألقاها بالندوة نفسها التي أقيمت بجامعة يلدرم بايزيد بالعاصمة أنقرة- إن بلاده "ستحشد كل إمكاناتها من أجل إحباط آمال الراغبين في سورنة ليبيا" في إشارة إلى النموذج السوري.
قاعدة عسكرية
وأبدى إيشلر استعداد بلاده لبناء قاعدة عسكرية في ليبيا إذا تقدمت طرابلس بطلب بهذا الشأن، على غرار القاعدتين التركيتين بالصومال وقطر. واستدرك قائلا "لا تفكروا بالقاعدة العسكرية على أنها للمحاربة، وإنما في الجانب التدريبي".
وشدد المبعوث التركي على أن بلاده ليست طرفا في الحرب الدائرة في ليبيا، وأنها تدعم الحكومة الشرعية هناك.
ونقلت وكالة رويترز مساء أمس عن مسؤول بطرابلس -طلب عدم الكشف عن هويته- أن حكومة الوفاق طلبت رسميا من تركيا دعما عسكريا بحريا وبريا وجويا.
وبهذا الشأن، قال مبعوث الرئيس التركي إلى ليبيا إن بلاده لا يمكن إلا أن تستجيب لطلب الدعم الذي تقدمت به حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وذكر إيشلر -في تغريدة على تويتر- أن موافقة البرلمان على تفويض الحكومة بتقديم العون العسكري لليبيا "ستظهر مرة أخرى للشعب الليبي الشقيق ولحكومته المشروعة أن تركيا ستكون دائما بجانبهم".
تفويض برلماني
وفتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطريق لتدخل عسكري مباشر في ليبيا بإعلانه عن تصويت برلماني قريب على إرسال جنود لدعم حكومة الوفاق.
وقال في خطاب بالعاصمة أنقرة أمس الخميس "سنقدم المذكرة لإرسال جنود إلى ليبيا فور استئناف أعمال البرلمان" يوم 7 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأضاف الرئيس "إن شاء الله سنكون قادرين على إقراره يوم 8 أو 9 يناير/كانون الثاني، وعلى تلبية دعوة الحكومة الليبية الشرعية".
وتابع "سندعم بكل الوسائل حكومة طرابلس التي تقاوم جنرالا انقلابيا تدعمه دول عربية وأوروبية" في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وكان أردوغان قد ندد في وقت سابق بدعم أطراف أجنبية عديدة لحفتر في هجومه على طرابلس، وإعراضها عن الحكومة المعترف بها بقيادة فايز السراج. وأكد الرئيس أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ذلك الدعم الذي تقدمه لحفتر مصر والإمارات وفرنسا ومرتزقة من روسيا ومن السودان، حسب قوله.
وتشن قوات حفتر في الآونة الأخيرة أحدث هجماتها لاقتحام طرابلس في سياق حملتها على العاصمة والتي انطلقت في أبريل/نيسان الماضي.
جبهات القتال
وفي أحدث التطورات الميدانية، قال مصدر بالقوات الموالية لحكومة الوفاق إنها تمكنت من صد هجوم لقوات حفتر في محور صلاح الدين جنوبي طرابلس.
وأكد المصدر لمراسل الجزيرة في ليبيا فشل قوات حفتر -المدعومة بمرتزقة من شركة فاغنر الروسية والمسنودة بقصف مدفعي مكثف- في تحقيق أي تقدم بمحاور القتال.
يأتي هذا في وقت تشهد باقي محاور القتال جنوبي طرابلس تبادلا للقصف المدفعي والصاروخي بين قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر دون تسجيل تقدم لطرف على آخر.