تناولت صحف بريطانية وأميركية الأحكام الصادرة في الرياض بحق المتهمين باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2018، وقالت إنها لا تحقق العدالة.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن حكم القضاء السعودي بشأن قتلة خاشقجي يعد استهزاء بالعدالة، وإن السعودية قدمت صورة مخزية في هذا السياق.
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أن السلطات المعنية أعلنت بعد محاكمة مغلقة الاثنين الماضي أن خمسة أشخاص متورطين في الجريمة قد حُكم عليهم بالإعدام، وأن حكما صدر على ثلاثة آخرين بالسجن، وأنه تمت تبرئة أحمد عسيري نائب رئيس المخابرات السابق وسعود القحطاني أحد كبار مساعدي ولي العهد محمد بن سلمان، المعروف عنهما أنهما وجّها العملية.
وتقول إنه تم إعفاء عسيري والقحطاني بحسب توجيهات من محمد بن سلمان الذي ترى وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) أنه هو من يقف وراء الجريمة برمتها.
إهانة للكونغرس
وترى الصحيفة أن النتيجة إهانة لعائلة خاشقجي ولأغلبية أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين، الذين طالبوا بمساءلة حقيقية في هذه القضية.
وتقول إن القبول الدولي بالنتيجة لن يكون خطأ من الناحية الأخلاقية فحسب، بل سيكون خطيرًا أيضا، حيث سيُرسل لولي العهد السعودي المتهور رسالة مفادها أنه سيتم التسامح مع مغامرته القاتلة.
وترى الصحيفة أن الحكم الصادر في هذه القضية لم ينل من العقول المدبرة للجريمة، وتختتم بأنه يتعين على الكونغرس أن يطالب بأن يكون هناك تقرير "حمض نووي" (دي.أن.أي) شاملا وصادقا، وأن تتم معاقبة كل من تورط في هذه الجريمة.
من جانبها، قالت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها إن الحكم الصادر في هذه القضية يعتبر بمثابة "استهزاء بالعدالة"، مشيرة إلى أن المحكمة السعودية برّأت الدائرة الداخلية لولي العهد من تورطها في الجريمة.
وأما صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فقالت في افتتاحيتها إن الحكم الصادر بشأن جريمة قتل خاشقجي لم يؤد إلى إغلاق هذه المأساة، لكنه أضعف السعودية، مضيفة أنه يجب أن يتغير البلد لأنه ليس من مصلحة أحد رؤيته يسقط في حالة من التدني والفوضى.