[ فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني ]
أتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني مصر بتهديد ليبيا، وطالب القاهرة -في بيان- بدعم السلم والاستقرار في البلاد، بدلا من دعم التشكيلات المسلحة الخارجة عن الشرعية المعترف بها دوليا.
ودعا بيان حكومة الوفاق السلطات المصرية إلى مراجعة موقفها من الأزمة الليبية، والقيام بدور إيجابي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والسعي لاستمرارها وتطويرها، رافضا أي تهديد يمس السيادة الوطنية.
وشدد البيان على شرعية الحكومة ومشروعيتها في أداء عملها واستقلالية قراراتها وبسط سلطتها على كافة المؤسسات، مذكرا "الجميع بالملحمة الوطنية التي قادتها ضد تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الإرهابي في سرت (الساحل الليبي) والقضاء عليه في زمن قياسي".
ولفت المجلس إلى أنه يأمل في أن يكون لمصر دور جوهري يحظى بثقة الجميع في إطار دعم الاستقرار والسلم الأهلي في ليبيا، وذلك "بدلا من دعم تشكيلات مسلحة خارجة عن الشرعية المعترف بها دوليا يقودها مجرم حرب، قامت بالاعتداء على العاصمة رمز وحدة ليبيا واستقرارها"، في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وندد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا فوزي العقاب، بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي وصف فيها حكومة الوفاق الوطني بأنها أسيرة للتشكيلات المسلحة والإرهابية، وقال إنها "تدخل سافر" في الشأن الليبي.
وقال العقاب في تغريدة نشرها على صفحته على تويتر إن المجلس الرئاسي هو نتيجة اتفاق وطني، وإن تأييد مجلس الأمن الدولي له استزادة في دعمه لظرف كانت فيه حكومتان تتنازعان الشرعية حينها.
وذكر العقاب أن الدول الخارجية معنية فقط بالاعتراف باستقلال الدول لا بسلطتها الوطنية، لأن تحديد شرعيتها من عدمه حكر لقرار وطني، والحديث فيه من أي طرف خارجي هو تدخل سافر.
والأحد، اتهم السيسي حكومة الوفاق -المعترف بها دوليا- بأنها "مسلوبة الإرادة" و"أسيرة للمليشيات الإرهابية".
وأضاف السيسي في تصريحات خلال مشاركته في أعمال منتدى "شباب العالم" المنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، "كان الأولى بنا أن نتدخل بشكل مباشر في ليبيا، ولدينا القدرة، لكننا لم نفعل ذلك".
والخميس الماضي، وبعد ثمانية أشهر من فشل قواته في اقتحام طرابلس، تحدث حفتر عن بدء "المعركة الحاسمة" للتقدم نحو قلب العاصمة.
وعقب ذلك، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج أن الثوار دحروا المرتزقة والغزاة، وطالب الشعب بعدم تصديق أكاذيب من وصفهم بالواهمين.
تعزيزات عسكرية
في غضون ذلك، أعلن المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الليبية، إرسال تعزيزات من قوات المنطقة العسكرية الوسطى إلى المواقع المكلفة بها، دون توضيح لمكان هذه المواقع.
ويأتي تحرك هذه القوات التي يرجح وجودها في محاور القتال جنوب العاصمة طرابلس، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان مدن مصراتة وزليتن والخمس وسرت ومسلاتة والزاوية وكاباو حالة النفير العام، لمواجهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وتقع هذه المدن ضمن نطاق المنطقة العسكرية الوسطى غربي ليبيا.