[ اعادة الاعمار في سوريا ]
قررت حكومة النظام السوري إعلان المخططات التنظيمية السكنية لمناطق اليرموك والقابون في دمشق مطلع العام المقبل، وهو ما اعتبره البعض خطوة تمهد الطريق لعودة النازحين من أهالي هذه المناطق إليها.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن المخطط التنظيمي لهاتين المنطقتين سيعلن عنه في الثاني من الشهر المقبل، وأنه "طلب من الجهات دراسة استكمال إنجاز المخططات التنظيمية لمناطق جوبر وعين الفيجة وعين الخضراء وبسيمة" في ريف دمشق.
وقالت وكالة الأنباء التابعة للنظام إن اجتماع الحكومة ركز "على ضرورة توافق هذه المخططات مع الخصوصية التي تتمتع بها هذه المناطق من النواحي العمرانية والبيئية والزراعية والسياحية، وبما يعوض على الأهالي الأضرار التي أصابت ممتلكاتهم من خلال مراعاة البعد الاقتصادي والاجتماعي".
كما أقر الاجتماع برئاسة رئيس حكومة النظام، عماد خميس، دراسات المخططات التنظيمية لمناطق بابا عمرو، والسلطانية، وجوبر في حمص، بعد تقديم دراسات الجدوى الاقتصادية، ووافق على الرؤية المستقبلية لمخطط مناطق منها جورة الشياح، والخالدية، وواجهة حي القصور، ومدينة القصير في محافظة حمص.
وأوضحت الوكالة أن الاجتماع ناقش "آلية إعداد المخططات التنظيمية، وتحليل الوضع الراهن لكل منطقة، ونسب الأضرار، وواقع البنى التحتية والدراسات الميدانية والبدائل التخطيطية المطروحة للوصول إلى مخطط تنظيمي مرن يحقق تنمية عمرانية واجتماعية واقتصادية".
وقال وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة النظام، سهيل عبد اللطيف، في تصريحات صحافية، إن "إعداد المخططات التنظيمية يعني البدء بخطوات إعادة الإعمار"، لكنه اعتبر أن "منح التعويضات للمواطنين عن الأضرار التي لحقت بهم في المناطق التجارية والاستثمارية والسياحية والسكنية مرتبط بدراسة المخططات بالشكل الأمثل لجهة العائد الاستثماري والتجاري لهذه المناطق والمشاريع".
ويؤشر التصريح إلى أن حكومة النظام لن تدفع تعويضات للمواطنين لإعادة إعمار ممتلكاتهم المدمرة، بل ستنتظر الحصول على استثمارات خارجية للبدء في عملية إعادة الإعمار.
ويذكر أن قوات النظام السوري فرضت سيطرتها على منطقتي اليرموك (جنوب دمشق) والقابون (شمال دمشق) قبل أكثر من عام ونصف العام، ولم تسمح منذ ذلك الوقت للمواطنين النازحين بالعودة إلى مناطقهم.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين، صورا تظهر قيام عناصر تابعين للنظام برفع الأنقاض من شارع رئيسي في مدينة الحجر الأسود المحاذية لمخيم اليرموك، وهو ما اعتبره البعض تمهيدا للسماح بعودة النازحين من المدينة إليها.
وبلغ عدد سكان منطقتي اليرموك والحجر الأسود قبل عام 2011، نحو مليون ونصف مليون شخص، وغادر جميعهم إما إلى داخل سورية أو خارجها، ويكرر ناشطون أن قوات النظام تعمدت تدمير أحياء المنطقتين اللتين كانت تسكنهما أغلبية من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين بهدف دفعهم إلى النزوح، وسط اتهامات للنظام بالسعي لتغييرات ديمغرافية في محيط العاصمة بناء على اعتبارات طائفية وسياسية وأمنية.