[ وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي ]
التقى وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، مساء اليوم الإثنين، في العاصمة الإيرانية طهران، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بعدما أجرى، في وقت سابق اليوم، مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
ووفقاً لبيان لسكرتارية مجلس الأمن القومي الإيراني أرسل إلى وسائل الإعلام، فإنّ شمخاني اعتبر في اللقاء أنّ جهود واشنطن لبناء تحالف بحري في الخليج "فاشلة"، مضيفاً أنّ "التحالفات الوحيدة التي يمكن أن تكون دائمة وتوفر الأمن وتحل المشاكل، هي تلك التي تكون بعيدة عن تدخلات ونفوذ الأجانب".
وقال شمخاني إنّه "لا يمكن الثقة في دولة لا تلتزم بتعهداتها مع إيران وبقية الدول"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، متهماً إياها ودولاً أخرى لم يسمها، بـ"السعي إلى نهب المنطقة"، مشيراً إلى أنّ تلك القوى "لديها حصة الأسد في ضرب أمن واستقرار المنطقة، وخلقت الفوضى والدمار في المنطقة بالحروب ونشر الإرهاب، بالتالي لن تكون بصدد استتباب الأمن والاستقرار في الخليج".
وتطرّق شمخاني في اللقاء إلى الحرب في اليمن، معتبراً أنّها "دليل على النزعة الداعية للحروب لدى القوى المتغطرسة وعناصرها في المنطقة"، داعياً السعودية إلى "الرضوخ لإرادة اليمنيين، وعدم تعريض أمن واستقرار المنطقة إلى المزيد من الخطر".
وأضاف المسؤول الإيراني أنّ "استمرار عمليات الإبادة في اليمن لا يخدم إلا مصالح أعداء السلام والأمن في المنطقة، مثل أميركا وإسرائيل".
ومن ناحيته، أعرب وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، خلال اللقاء، وفقاً لبيان مجلس الأمن القومي الإيراني، عن سعادته لـ"الاتصالات المستمرة بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية"، معتبراً أنّ التوتر في المنطقة "لن يكون لصالح أي من دول الخليج"، داعياً إلى تجنب زيادة التوتر بأي شكل من الأشكال.
وشدد بن علوي على أنّ "الوصول إلى الأمن المستدام في المنطقة، بحاجة إلى التوافق والتفاهم بين جميع دولها وإزالة سوء الفهم بينها"، معلناً أنّ سلطنة عمان "مستعدة لتوظيف كافة قدراتها وإمكاناتها لإزالة التوترات الراهنة والتحضير لإطلاق حوار بناء بين دول المنطقة"، في إشارة إلى أنّ عُمان تبذل جهوداً لإطلاق حوار بين السعودية وإيران.
في لقاء ثالث، أجراه بالعاصمة الإيرانية طهران، التقى وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، وناقش الطرفان الأزمة اليمنية والأزمات والتوترات في المنطقة والعلاقات الثنائية.
ودعا بن علوي إلى "ضرورة اغتنام الفرصة الراهنة لحل الأزمات في المنطقة"، معتبراً أن "خطة السلام في هرمز تظهر أن إيران تسعى إلى الهدوء".
وأضاف بن علوي أن "العقوبات الأميركية لم تحقق أهدافها ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار"، مشيراً إلى أن واشنطن "لا تعلم كيف تخرج من مأزق المشاكل الموجودة"، وفقاً لما نقلت عنه وكالة تابعة للبرلمان الإيراني.
اللقاء بين ظريف وبن علوي
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في بيان مقتضب، نشره على قناته على "تليغرام"، أنّ وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، ونظيره العماني، ناقشا "طيفاً واسعاً من المواضيع الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية"، مشيراً إلى أنّ من بينها "التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية بين البلدين على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف".
وأضاف البيان أنّ ظريف وصف الدور العماني في المنطقة بـ"البنّاء والجيد"، والعلاقات الثنائية بـ"الشاملة والجيدة للغاية"، مرحباً بتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات.
وشدد ظريف على "ضرورة خفض التوترات في المنطقة، خاصة في اليمن"، معلناً عن ترحيب بلاده بـ"أي حراك ومبادرة تنم عن حسن النية في سبيل خفض التوترات في المنطقة"، مشيراً إلى أنها ستدعم هذه الجهود.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أنّ طهران "لديها إرادة جادة للحوار مع جميع دول المنطقة"، مشيراً في هذا الصدد إلى مبادرة "السلام في هرمز" التي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بالأمم المتحدة.
وأكد بيان الخارجية الإيرانية أنّ وزير خارجية عمان شدد، خلال اللقاء، على أنّ ظروف المنطقة "تستدعي إجراء الحوار والتفاهم"، داعياً إلى تنظيم "مؤتمر شامل وواسع بحضور جميع الدول المعنية".
ويتضح من تصريحات شمخاني وظريف وبن علوي، أنّ زيارة الأخير تأتي في سياق وساطات تجريها سلطنة عمان بين كل من طهران وواشنطن من جهة، وبين الرياض وطهران من جهة أخرى.
وفي سياق منفصل، رد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، على تصريحات قادة عسكريين أوروبيين ضد بلاده خلال مؤتمر حوار المنامة الـ15، الذي انعقد أواخر الشهر الماضي، قائلاً إن التدخلات الغربية والأطماع الأميركية والإسرائيلية في المنطقة تعقد ظروفها الأمنية، داعياً هذه الأطراف إلى التخلي عن "مشاريعها وبرامجها التدخلية والتوسعية".
واعتبر وزير الدفاع الإيراني أن القوى الدولية وتدخلاتها هي "السبب الرئيس لعدم استقرار المنطقة"، مشيراً إلى أن دول المنطقة "تمتلك قدرات كافية لتأمين أمنها في إطار تعاون جماعي".
ظريف يدعو أوروبا إلى بيع الأدوية
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، في تغريدة على "تويتر"، إنّ نظيره الأميركي مايك بومبيو "اعترف بأنّ الإرهاب الاقتصادي الأميركي ضد إيران خطط له لتجويع الشعب الإيراني وحرمان المواطنين الأبرياء من الدواء".
ودعا ظريف الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) والاتحاد الأوروبي والسويد إلى "القيام بواجب إنساني صغير بدلاً من التهديدات المتغطرسة والوعود الفارغة"، مشيراً إلى أن هذا العمل "هو مطالبة شركة "ميبلكس" السويدية ببيع أدوية لإيران لمعالجة الأطفال الإيرانيين المصابين بمرض انحلال البشرة الفقاعي.
وتأتي هذه الدعوة في وقت أعلنت فيه مؤسسة رعاية المرضى المصابين بانحلال البشرة الفقاعي في إيران، خلال الشهر الماضي، وفاة 15 طفلاً بسبب عدم وجود ضمادات علاجية خاصة بهم في البلاد على خلفية العقوبات الأميركية، حيث ترفض شركة "ميبلكس"، وهي الشركة الوحيدة المنتجة لهذه الضمادات في العالم، توريدها لإيران بعد إعادة واشنطن فرض عقوباتها على إيران، منذ مايو/أيار 2018.