[ رغم إعلان رئيس الوزراء العراقي عزمه الاستقالة الاحتجاجات ما زالت مستمرة ( الجزيرة). ]
قالت صحيفة غارديان البريطانية إن مخاوف من انهيار العراق تزداد مع ازدياد الغضب في وسط وجنوب البلاد ضد الطبقة الحاكمة والنفوذ الإيراني واستمرار المواجهة بين المحتجين غير المتراجعين والنخبة السياسية.
وأضافت أن عراق ما بعد صدام حسين الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية عرضة لاحتمال الانهيار بعد 16 عاما من الغزو الغربي الذي قادته واشنطن ضد بغداد عام 2003.
ونسبت الصحيفة إلى أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد توبي دودج، الباحث منذ فترة طويلة في الشؤون العراقية، قوله إن نظام ما بعد الغزو الأميركي الذي اتسم بالفساد في الدولة العراقية وكذلك بالطائفية والإكراه، بدأ في الانهيار.
تراجع الأسس الأيديولوجية
وقال دودج لغارديان إن الأسس الأيديولوجية للنظام العراقي -تقسيم المجتمع على أسس طائفية- تراجعت وفي الوقت نفسه استمر تقسيم الغنائم بين النخب الحاكمة وأصبح علنيا وواضحا بشكل متزايد، مما زاد من ضعف شرعية النظام.
وأضاف دودج أن الشعب العراقي توقف عن أن ينظر لأفراد النخبة السياسية باعتبارهم أبطال ساهموا في الإطاحة بنظام صدام حسين وبدأ ينظر إليهم كمستفيدين، ولذلك كان على هذه النخبة أن تعتمد على عنف المليشيات لقمع الاصطفاف الشعبي ضدها، وهذا القمع بلغ قمته حاليا.
وأوردت الصحيفة البريطانية أن الحراك العراقي الحالي تسبب في عداء دموي من قبل مواطني جنوب العراق ووسطه على وجه التحديد ضد إيران وضد من أسمتهم الصحيفة بوكلاء إيران.
ونقلت عن مسؤول إقليمي مطلع قوله إن قادة العشائر في محافظة ذي قار طالبوا بمساءلة قوات الأمن وقادة المليشيات المسؤولين عن قتل المحتجين بالناصرية، واصفا هذا الموقف بأنه يضيف تعقيدا آخر في المواجهات التي تُعتبر الأكثر خطورة.
واستمرت الصحيفة تقول إن البرلمان العراقي سيبدأ عملية اختيار رئيس وزراء جديد ليخلف عادل عبد المهدي المستقيل، مضيفة أن رئيس الوزراء الجديد سيتوجب عليه التعامل مع اضطراب شديد ينتشر في كل مناطق البلاد.
وقالت إن من المرشحين لتولي المنصب: قائد وحدات الحشد الشعبي هادي العامري الذي أصبح أقوى المؤسسات في العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة في الشمال، مضيفة أن ترشيح العامري سيجتذب منتقدين أقوياء.
وأضافت أن أمام البرلمان العراقي 15 يوما ليختار رئيس وزراء جديدا، لكن تجارب الماضي أظهرت أن هذه المهمة لا يمكن إنجازها قبل عدة أشهر، وأن الفشل في التوصل لوفاق بين مختلف القوى لاختيار من يشغل المنصب ربما يغرق البلاد في هاوية.