[ المقاومة تطلق رشقات من الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية ]
علمت الجزيرة نت من مصادر موثوقة أن الوسيطين المصري والأممي نقلا "رسائل تهديد متبادلة" بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، وذلك ضمن اتصالات مكثفة للوسيطين بين الاحتلال والمقاومة من أجل التوصل إلى تهدئة، وذلك عقب اغتيال قوات الاحتلال أمس القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.
وأكدت المصادر للجزيرة نت أن القاهرة -التي باشرت اتصالاتها بسرعة لوقف تصعيد الأوضاع إثر جريمة الاغتيال- واجهت تعقيدات شديدة، في حين دخل مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف على "خط الوساطة"؛ في محاولة لمنع الانجرار نحو حرب واسعة.
وقالت المصادر نفسها إن الاتصالات المصرية والأممية مع الطرفين مستمرة ولم تتوقف، وهناك جهود حثيثة لنزع فتيل الانفجار، لكن المباحثات لا تزال معقدة جراء إصرار كل طرف على فرض كلمته.
وكثف الطيران الحربي الإسرائيلي منذ ساعات صباح اليوم غاراته على قطاع غزة، وأسفرت عن ارتقاء ثمانية شهداء؛ ليرتفع عدد الشهداء إلى 18، في حين تواصل المقاومة إطلاق رشقات من الصواريخ على مدن وبلدات إسرائيلية.
الرد على الاغتيال
وأبلغت إسرائيل الوسطاء بأنها ستوسع دائرة النار وسياسة الاغتيالات في غزة ما لم تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ، في حين تتمسك حركة الجهاد بحقها في الرد على جريمة اغتيال أبو العطا. وأكد الناطق باسم حركة الجهاد مصعب البريم للجزيرة نت أن المقاومة "لن تسمح بانتهاء جولة التصعيد الحالية من دون تثبيت معادلات تحمي شعبنا (...) وسيكون لهذه الجولة ما بعدها".
وقال البريم "مشكلتنا مع الاحتلال، ونحن مع أي جهد يبذل على قاعدة رفع العدوان عن شعبنا". وأكد المتحدث أن جهود مصر وباقي الوسطاء لم تسفر حتى اللحظة عن أي تقدم، مشددا على أن الأولوية الآن للميدان حتى يقول كلمته، والمقاومة متمسكة باستكمال رسالة الرد على جريمة الاغتيال.
وردا على تسريبات إسرائيلية بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبلغت الوسطاء بأنها غير معنية بالتصعيد، شدد البريم على أن هذا "سيناريو إسرائيلي مكشوف، والمقاومة موحدة في الميدان، والرد على جرائم الاحتلال محل إجماع، والمعركة ليست معركة الجهاد الإسلامي وحدها".
وأكد الناطق باسم حماس حازم قاسم في تصريح -حصلت الجزيرة على نسخة منه- أن المقاومة "ترسم في هذه المعركة لوحة وحدة ميدانية وسياسية وإعلامية فريدة، تعكس طبيعة العمل المشترك الذي يواصل تطوره وتجذره، وتؤكد قدرتها على صد الهجمة الصهيونية، وإرباك حسابات العدو".
الجبهة الديمقراطية
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة إن المقاومة ترفض بشدة سعي إسرائيل لتثبيت التهدئة تحت النار، مضيفا في حديث للجزيرة نت أن "للتهدئة التزامات وشروطا ولا يمكن لنا القبول -بعد جريمة الاغتيال- بمعادلة الهدوء مقابل الهدوء، ولن نسمح للاحتلال بأن يفلت بجريمته من دون ثمن".
وأوضح أبو ظريفة أن جهود مصر وميلادينوف لم تسفر حتى اللحظة عن شيء بفعل التعنت الإسرائيلي، ورفض إسرائيل شروط المقاومة المتعلقة بوقف كل أشكال العدوان، بما فيها استهداف المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة الأسبوعية، والتعهد بوقف سياسة الاغتيالات إلى الأبد، ورفع الحصار كليا، الذي حول قطاع غزة إلى منطقة منكوبة على مدار 12 عاما.
وشدد المتحدث نفسه على أن هذه الشروط تمثل "الحدود الدنيا" التي قد تقود لاتفاق تهدئة، لافتا إلى أن مصر اعتبرتها "حقوقا مشروعة". لكن أبو ظريفة لا يستبعد اتساع دائرة النار في الساعات المقبلة، مضيفا أن إسرائيل تتحمل مسؤولية ذلك، ما لم تتجاوب مع المطالب المشروعة للمقاومة.