[ نصر الله أكد أن ما يميز الاحتجاجات ابتعادها عن التخندق الطائفي (الجزيرة) ]
دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، وقال إن هناك من سعى لتنفيذ انقلاب سياسي داخل لبنان لمصالحه الخاصة، عن طريق الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وأضاف نصر الله -في خطاب له مساء اليوم الجمعة- أن الذي منع انجرار البلاد إلى الفوضى هو الصبر الذي تحلى به كثير من اللبنانيين ومنهم بعض القادة السياسيين، على حد قوله.
وأكد أن مما يميز الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ابتعادها عن التخندق الطائفي، وكانت شعاراتها سياسية مطلبية، وأنه يجب أن تبقى كذلك، بعيدا عن العناوين الطائفية.
حكومة سيادية
وتحدث نصر الله عن بعض مواصفات ومهام وأدوار الحكومة المقبلة، قائلا إنه يتعين أن تستمع إلى مطالب المحتجين الذين نزلوا للشوارع، وأن تعمل على استعادة الثقة مع اللبنانيين، وأن تتسم بالشفافية والوضوح.
وأكد أنه يجب أن تكون الحكومة القادمة جدية في العمل لأن الوقت ضيق، وكذلك صدور الناس.
وأضاف أن الحكومة المقبلة يجب أن تتمتع بسيادية حقيقية، وأن تكون قرارات جميع من في الدولة وطنيا بدون الاتصال مع السفارة الأميركية أو غيرها.
ولكن الأمين العام لحزب الله لم يحدد ما إذا كان حزبه يؤيد تشكيل حكومة خبراء (تكنوقراط) أم تشكيل حكومة سياسية، وهي نقطة مفصلية في النقاش الدائر حاليا.
استقالة الحريري
وقال نصر الله إن حزبه لم يكن يؤيد استقالة رئيس الحكومة (سعد الحريري) الذي أخذ قراره وله أسبابه "ولا أريد نقاش هذه الأسباب في الوقت الحالي".
وأضاف أن استقالة الحكومة تركت بعض التداعيات منها أن ورقة الإصلاحات تجمدت بما فيها مشروع العفو العام ومشروع استعادة الأموال المنهوبة وغيرها، مضيفا "كل هذه المشاريع ذهبت إلى الانتظار".
وأوضح أن حزبه كان يعتقد أن تحقيق صدمة إيجابية يكون بإقرار القوانين وتحقيق الإصلاحات وليس باستقالة الحكومة أو بإجراء تعديل حكومي "كي لا نذهب إلى الفراغ أو تعطيل البلد أو الذهاب لفترة طويلة بتصريف الأعمال".
قوة المقاومة
وأكد نصر الله أن مواقف حزبه الأخيرة جاءت بسبب الحرص على مصالح البلد، وليس القلق على المقاومة "لأننا أقوياء جدا جدا".
وأضاف أنه "لم يأت زمان على المقاومة في لبنان وكانت فيه بمثل هذه القوة، وحزب الله لم يتصرف بأي من أوراق قوته".
واختتم الأمين العام لحزب الله بأن الدولة اللبنانية قد تنهار، وقد تعجز عن دفع معاشات الموظفين، ولكن المقاومة ستبقى قوية وقادرة على دفع المعاشات.
حكومة مستقلين
بدوره قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن البلاد بحاجة إلى خطوة إنقاذية تأخذ في الاعتبار التحركات الشعبية التي بدأت في 17 من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وأضاف جعجع في مؤتمر صحفي أنه لا يمكن الحديث عن أقليات وأكثريات نيابية، وطالب بتشكيل حكومة مستقلين.
تطورات ميدانية
وعلى المستوى الميداني، استأنفت المصارف صباح اليوم نشاطها بعد توقف دام أسبوعين بسبب الاحتجاجات الشعبية.
وكانت جمعية المصارف قد أعلنت العودة إلى العمل رغم ما وصفته بعدم استتباب الأوضاع. وأكدت أنها ستوفر الحاجات الملحة والأساسية، ومنها دفع الرواتب والأجور.
وكان مراسل الجزيرة قد ذكر أن أربعة محتجين اقتحموا المدخل الرئيسي لمبنى جمعية المصارف وسط بيروت، واعتصموا فيه تنديدا بالسياسة المصرفية.
وأفاد مراسل الجزيرة أيضا أن قوى الأمن تعمل على إعادة فتح طرق قطعها محتجون ليلا في بعض المناطق.
وقال إن جميع الطرق في بيروت مفتوحة، وكذلك الأمر بين العاصمة وباقي المحافظات، وما يزال عدد محدود منها مقطوعا بمحافظتي الشمال والبقاع.
وكان محتجون قد أغلقوا عددا من الطرق مساء أمس بعد كلمة ألقاها رئيس الجمهورية ميشال عون.