[ الجيش اللبناني يبعد المتظاهرين بمنطقة جل الديب لفتح طريق سريع أغلقه المحتجون ]
أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن القوى الأمنية تعمل على فتح الطرقات الرئيسية الرابطة بين محافظات البلاد والعاصمة بيروت والتي كان محتجون قد قطعوها احتجاجا على النخبة السياسية الحاكمة وللمطالبة باستقالة الحكومة.
وذكر مدير مكتب الجزيرة في بيروت أن الحديث يدور داخل رئاسة الجمهورية والحكومة حول ثلاثة سيناريوهات للخروج من الأزمة الحالية.
وأضاف المراسل أن رئيس الحكومة سعد الحريري طلب في اتصال أجراه مع قادة الأجهزة الأمنية الحفاظ على الأمن والاستقرار، والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق.
ويشهد لبنان منذ الخميس الماضي احتجاجات متصاعدة كانت شرارتها عزم الحكومة فرض ضرائب جديدة، وزيادة ضرائب أخرى ضمن موازنة العام المقبل، وتوسعت الاحتجاجات وصعّد المتظاهرون مطالبهم إلى إسقاط النظام، في حين لم تفلح إجراءات إصلاحية أقرتها الحكومة -بينها إلغاء مشروع الضرائب- في تهدئة الشارع.
تعزيزات الجيش
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الجيش استقدم تعزيزات إلى نقاط التجمع في منطقتي جل الديب وذوق مصبح بمحافظة جبل لبنان، ووقع تدافع أثناء محاولة فتح الطريق.
كذلك فتحت القوى الأمنية الطريق الساحلي في مدينة صيدا (جنوب) بعد تدافع مع بعض المتظاهرين، مما أدى إلى جرح شخصين، كما فتح الجيش الطريق على المدخل الشمالي في مدينة بيروت بمنطقة الضبية بعد إبعاد المحتجين عن الطريق.
وجددت قيادة الجيش اللبناني وقوفها إلى جانب المتظاهرين في لبنان فيما وصفتها بمطالبهم الحياتية المحقة، والالتزام بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيدا عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين، ومنعا لأي محاولة لاستغلال المتظاهرين للقيام بأعمال شغب.
وتمنت قيادة الجيش اللبناني على المواطنين التعاون معها من أجل إبقاء الطرق سالكة تسهيلا للتنقل واستمرار دورة الحياة.
تجنب الصدام
وأكد الجيش اللبناني في بيان أنه لم يألُ جهدا في الأيام الماضية في التواصل مع كل الفرقاء المعنيين للحيلولة دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين، وأن الجيش منتشر على مدار الساعة لمواكبة التحركات السلمية وحماية المتظاهرين في هذه المرحلة الدقيقة، حسبما جاء في البيان.
وقال مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم من ساحة الشهداء وسط بيروت إن قصري الجمهورية والحكومة شهدا حركة كثيفة خلال اليومين الماضيين، في محاولة من الرئيس لإيجاد مخارج للأزمة التي تعيشها البلاد.
وهناك ثلاثة سيناريوهات تطرح حاليا، يقوم الأول على إجراء تعديل وزاري يدخل وجوها جديدة ويستبعد أخرى قديمة، وذلك بتغيير 10 وزراء لامتصاص غضب الشارع.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في استقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط، وقد رفض هذا السيناريو من قبل بعض الأطراف السياسية وجرى تجميده حاليا.
حكومة مصغرة
ويتمثل السيناريو الثالث في استقالة حكومة الحريري، وتشكيل حكومة مصغرة من 14 إلى 16 وزيرا، على أن تضم أبرز الأحزاب وتمثل بوجوه غير مستفزة للمحتجين.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن السيناريو الأخير تفاعل في الساعات القليلة الماضية وكاد أن يصل إلى خاتمة إيجابية لولا اعتراض تيار سياسي داخل الحكومة رفض الاستعاضة عن أحد وجوهه البارزة في الحكومة بشخصية أخرى.
وأوردت وكالة الأناضول أن رئيس الحكومة اجتمع اليوم في منزله ببيروت مع رئيس البنك المركزي اللبناني رياض سلامة، وبحث معه الأوضاع الاقتصادية والمالية العامة.
وقال مراسل الجزيرة في جبل لبنان جوني طانيوس إن الحدث الأبرز هو محاولات الجيش في ساعات اليوم لإعادة فتح الطرق الحيوية الرابطة بين بيروت وجنوب وشمال البلاد، وقد أدى ذلك إلى احتكاك بين المتظاهرين والجنود، وقد أصيب البعض في هذه الصدامات، ولا يزال الجيش ينتشر بشكل واسع.
طرابلس وصور
وذكر مراسل الجزيرة في مدينة طرابلس (شمال) إيهاب العقدي أن الرهان على تعب المتظاهرين لم يصل إلى مبتغاه مع استمرار الزخم الشعبي في فترة بعد الظهر، ففي ساحة النور بطرابلس يتظاهر المئات في الاحتجاجات في ظل إغلاق كل المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات أبوابها.
ويقول المتظاهرون إن السلطة السياسية لم تقدم أي تنازلات تذكر، وإن هناك تصدعا يظهر في مواقف الطبقة السياسية.
وذكر مراسل الجزيرة في مدينة صور محمد رمال أن المحتجين انتقلوا من ساحة الاعتصام إلى فرع للبنك المركزي، حيث أطلقوا هتافات مناهضة للسياسات المالية المتبعة منذ عقود ولسياسة البنك المركزي.
وأضاف المراسل أن الجيش فتح في ساعات الصباح الطرق المؤدية إلى جنوب البلاد بعدما أغلقها المحتجون.
وقد أدى قطع الطرق الرئيسية في البلاد خلال الأيام السبعة الماضية إلى نقص في عدد من المواد الأساسية، ولهذا قررت السلطات إعادة فتح هذه الطرق.
بري والراعي
أعرب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عن دعمه الورقة الاقتصادية التي قدمتها الحكومة، لكنه أشار إلى أن العبرة تبقى بتنفيذها.
وقال بري في تصريحات إن الظرف الراهن مواتٍ جدا لقيام الدولة المدنية وقانون انتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية.
وقال البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي إن لبنان يشهد انتفاضة شعبية تاريخية، مطالبا بعد الاجتماع الاستثنائي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بتعديل وزاري، والإتيان بأصحاب الصدقية والوطنية والنزاهة، وفق تعبيره.
ودعا البطريرك الماروني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى البدء فورا في مشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب.