[ أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمن البحري بالمنامة (رويترز) ]
تهدف مشاركة إسرائيل في مؤتمر الأمن البحري بالعاصمة البحرينية المنامة -الذي يناقش سبل الدفاع عن سفن تبحر في الخليج مما يوصف باعتداءات إيرانية- إلى تعزيز التحالف مع دول عربية سنية ضد إيران، وتعزيز النفوذ الإسرائيلي العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي في منطقة الخليج بحسب خبراء إسرائيليين.
ويعقد المؤتمر -الذي انطلق اليوم ويختتم أعماله غدا الثلاثاء- في ظل عدم استقرار سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط، والضبابية التي تسود ملف البرنامج النووي الإيراني ومستقبل الوجود الأميركي في الخليج.
ويهدف الحضور الإسرائيلي بالخليج -وفقا لمحللين إسرائيليين- إلى اختراق القوى الإقليمية النشطة في المنطقة والأنظمة الخليجية، وهو ما من شأنه أن يرفع من التوترات القائمة بين الدول.
ويعتقد هؤلاء أن الوجود الإسرائيلي في الخليج، سيصعب على مجلس التعاون الخليجي القيام بمهامه بانتظام، ويَحُول دون التوافق بين هذه الدول، كما يساهم في تكريس إبعادها عن إيران.
ووفقا لمراقبين، فإن "دول الخليج تدرك أنه لا بديل عن الأمن الأميركي، لهذا تسعى إلى تنويع مصادر الدعم وإعطاء موطئ قدم للعديد من اللاعبين في الاقتصاد والأمن، فيما تسعى إسرائيل للفوز بهذه الفرص".
ويتفق خبراء على أن الحضور الإسرائيلي في الخليج يلخص مجموعة من التحديات، و"تتعلق بتعزيز تحالف الدول السنية المعتدلة ضد إيران، والاهتمام باستقرار أنظمة الحكم في دول الخليج".
نفوذ وتحالف
و"بغية الحفاظ على الميزة العسكرية والتفوق التكنولوجي الإسرائيلي"، يقول الصحافي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية والفلسطينية يواف شطيرن "أتت مشاركة وفد الخارجية الإسرائيلية في قمة الأمن البحري والجوي العالمية لتأمين حرية الملاحة بالخليج".
وأوضح الصحافي الإسرائيلي أن قمة الأمن بالمنامة هي استمرار لقمة وارسو لتعزيز الأمن والسلام بالشرق الأوسط، المنعقدة في فبراير/شباط الماضي، وتهدف لتعزيز الحلف الدولي ضد سياسات إيران، وتعزيز النفوذ الإسرائيلي العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي في منطقة الخليج.
ولفت شطيرن للجزيرة نت إلى أنه على الرغم من الإعلان رسميا عن مشاركة الوفد الإسرائيلي في القمة الأمنية، فإنه لم يتم الكشف عن طبيعة المشاركة: هل تقتصر على الجانب الدبلوماسي فقط أم أنها تتعدى إلى إشراك شخصيات إسرائيلية استخباراتية أو شركات "سايبر" مختصة بالتكنولوجيا والإلكترونيات ومنظومات التجسس والمعلومات.
ويرى شطيرن أن "السياسة الخارجية لإسرائيل تعتبر قمة الأمن بالمنامة فرصة لتعزيز التحالف مع الدول السنية المعتدلة ضد إيران، في ظل التحديات المشتركة وقضايا تؤرق إسرائيل والحليف الإستراتيجي بالرياض، أهمها حرب اليمن وسحب القوات الأميركية من سوريا".
فرص ومتغيرات
من جانبه، يرى مدير معهد "ميتفيم" المتخصص بالسياسات الخارجية للشرق الأوسط وإسرائيل الدكتور نمرود جورون، أن مشاركة وفود إسرائيلية في مؤتمرات بالخليج، هي فرصة لإسرائيل من أجل تعزيز مكانتها في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن "التوغل الدبلوماسي الإسرائيلي الرسمي وغير الرسمي وما يرافقه من تعزيز للنفوذ التجاري والاقتصادي والأمني والعسكري يبقى من وراء الكواليس، ويتعزز ذلك في الوقت الذي لم يتم حسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي سيبقى رغم مراوغات تل أبيب حجر الأساس لأي علاقات دبلوماسية علنية بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية".
وأوضح جورون في حديثه للجزيرة نت أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في القمة الأمنية بالمنامة تنسجم مع التغييرات التي تحدث في الشرق الأوسط، والتي تخلق فرصا جديدة لإسرائيل في علاقاتها مع العالم العربي، مشيرا إلى أن تل أبيب تلقت دعوة رسمية للمشاركة في المعرض الدولي "إكسبو 2020" بالإمارات، لكن هذه الفرص ستبقى محدودة النطاق طالما لم يحدث أي اختراق للجمود بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويعتقد المتخصص بالسياسات الخارجية للشرق الأوسط وإسرائيل أن "المواجهة الدبلوماسية العلنية والتوغل الدبلوماسي الإسرائيلي بالخليج يأتي في سياق جهود تل أبيب لإعادة تشكيل علاقاتها الإقليمية لمواجهة إيران، وتشجيع وتخطيط السياسات وعمليات صنع القرار المشتركة مع الدول العربية والخليجية، وذلك بمعزل عن القضية الفلسطينية".