[ الرئيس الأميركي سبق أن التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض (رويترز) ]
يقول الكاتب بول بيلار إنه لا ينبغي للرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال قوات بلاده إلى السعودية، لأنهم سيكونون عرضة للمخاطر والهجمات الإرهابية؛ مما يجعل أميركا متورطة في حروب غيرها.
ويضيف في مقال نشرته مجلة ناشونال إنترست الأميركية أن ترامب يقاوم بحكمة بدء حرب جديدة في الشرق الأوسط، ولكن حملة "الضغط الأقصى" الفاشلة التي يمارسها ضد إيران اضطرته لفعل شيء ما في هذا السياق، خاصة بعد هجمات الشهر الماضي على منشآت النفط السعودية.
ويقول الكاتب -وهو مؤلف كتاب "لماذا تسيء أميركا فهم العالم"- إن سيل الانتقادات التي تلقاها ترامب بعد انسحاب القوات الأميركية من شمالي سوريا التي تعتبر إيران هي الفائزة من هذه الخطوة؛ جعلت إدارة ترامب تزيد الضغط على طهران.
ويشير إلى أن إدارة ترامب فرضت بالفعل عقوبات على كل شيء تقريبا في الاقتصاد الإيراني، وذلك على أمل أن يبادر الشعب الإيراني للقيام بانتفاضة شعبية تؤدي إلى تغيير النظام، أو تجعل النظام الإيراني يتصرف بطريقة من شأنها أن تعطي الصقور في الولايات المتحدة الفرصة للحرب التي يريدونها.
حليف يدفع
ويضيف أن الخطوة الجديدة الأخرى التي تتخذها إدارة ترامب هي إرسال 1800 جندي إضافي للسعودية، مشيرا إلى أن ترامب صرح بأن السعودية "حليف جيد جدا"، وأنها "وافقت على الدفع لنا مقابل كل ما نفعله".
ويشير الكاتب إلى أن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبير سبق أن صرح بأسباب تقف وراء إرسال قوات للسعودية، ومن بينها إرسال رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تدعم شركاءها في المنطقة.
ويقول الكاتب إنه ينبغي على الولايات المتحدة إعطاء عدد أقل من الشيكات والتطمينات الفارغة للسعوديين والتأثير -بدل ذلك- على الرياض في اتجاه حل النزاع.
ويرى الكاتب أنه ينبغي لإدارة ترامب الاستجابة لعرض الحوثيين اليمنيين بالتسوية التوفيقية للحرب في اليمن.
تدفق النفط
ويضيف أن السبب الثاني المعلن لوزير الدفاع الأميركي هو نشر القوات "لضمان التدفق الحر للموارد الضرورية لدعم الاقتصاد العالمي".
ويرى الكاتب أن هذا السبب غير منطقي، وذلك لأن الولايات المتحدة، وليس إيران، هي التي بدأت هجوما على هذا التدفق، وذلك عن طريق استخدامها جميع الأدوات السياسية والاقتصادية المتاحة للضغط لمحاولة خفض الصادرات الإيرانية إلى الصفر، وبالتالي منع ما كان يمكن أن يكون إنتاجا وتصديرا للنفط الذي يسهم في "دعم الاقتصاد العالمي".
ويتساءل الكاتب: ما الفرق الذي ستحدثه عملية نشر قوات أميركية في السعودية؟
ويقول إن أول خسارة في أرواح الجنود الأميركيين في السعودية سيكون من شأنها أن تؤكد تورط الولايات المتحدة في حرب للآخرين.
كما يمكن أن يصبح الجنود الأميركيون في السعودية أهدافا للهجمات الإرهابية، حيث ينظر بعض السكان المحليين إليهم بوصفهم احتلالا عسكريا لبلادهم.
ويذكّر الكاتب بما سبق أن تعرض له الجنود الأميركيون من خسائر بشرية إثر التفجيرات التي تعرضت لها أبراج الخبر عام 1996.