[ الجيش التركي أطلق عملية "نبع السلام" في منطقة شرق الفرات شمالي سوريا "لتطهيرها" ممن وصفهم بالجماعات الإرهابية ]
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن الأكراد اتفقوا اليوم مع النظام السوري على أن ينشر قواته على طول الحدود مع تركيا، في حين أكدت وسائل إعلام سورية رسمية أن الجيش السوري بدأ فعليا تحريك قواته إلى جبهات القتال في شمال شرق البلاد لمواجهة ما وصفته "بالعدوان التركي".
وقال عصمت شيخ حسن، مسؤول قوات الدفاع في ما يعرف بالإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية؛ إن الإدارة الكردية توصلت لاتفاق مع روسيا يقضي بتسليم مدينة عين العرب (كوباني) للنظام السوري.
وأضاف أن من المتوقع دخول قوات النظام الليلة إلى المدينة.
وتوقع شيخ حسن أن تنتشر وحدات من قوات النظام في مدينتي عين العرب ومنبج اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديمقراطية، في غضون 48 ساعة.
وقال أحمد سليمان، العضو البارز في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي، في وقت سابق؛ إن الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية تجريان مباحثات في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، معبرا عن أمله التوصل إلى اتفاق من شأنه وقف الهجوم التركي.
وعند سؤاله عن تصريحات سليمان، قال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية؛ "لا تعليق.. كنا أكدنا منذ بداية الغزو أننا سندرس كل الخيارات التي من شأنها تجنيب شعبنا التطهير العرقي".
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات من الجيش السوري بدأت فعليا التحرك باتجاه شمال البلاد، دون ذكر أي تفاصيل إضافية، وما إذا كان هذا التحرك يأتي في إطار اتفاق مع الأكراد، أو إذا كان الجيش السوري سينتشر في المنطقة الحدودية.
وكانت ما تعرف "بالإدارة الذاتية الكردية" دعت الأربعاء الماضي روسيا للقيام بدور "الضمان" في "الحوار" مع دمشق، في مواجهة العملية العسكرية التركية.
يشار إلى أن دمشق تأخذ على الأكراد تحالفهم مع الولايات المتحدة، وحمّلت الأسبوع الحالي "بعض التنظيمات الكردية" مسؤولية ما يجري حاليا.
وفي بداية عام 2019، وفي مواجهة تهديدات تركية أيضًا، دعت الإدارة الذاتية الكردية قوات النظام للانتشار في منطقة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأعلن الجيش السوري وقتها دخول وحداته إلى المنطقة.
وفي مواجهة هجوم القوات التركية والفصائل الموالية لها، الذي انتهى بالسيطرة على منطقة عفرين، ذات الأغلبية الكردية، عام 2018؛ دعا الأكراد أيضًا دمشق للتدخل لمنع الهجوم التركي. إلا أن دمشق لم تنشر حينذاك وحدات من الجيش.
يشار إلى أن تركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة بدأت منذ الأربعاء الماضي عملية "نبع السلام" العسكرية ضد المقاتلين الأكراد شمالي سوريا. وبعد خمسة أيام من المعارك، التي رافقها قصف مدفعي وجوي كثيف؛ باتت القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على نحو مئة كيلومتر على طول الحدود بين مدينة تل أبيض وبلدة رأس العين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.