[ مشاهير بمواقع التواصل نشروا في الأشهر القليلة صورا لمنطقة العلا شمالي المملكة في إطار زيارات سياحية مدفوعة الأجر (رويترز) ]
ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن المملكة العربية السعودية تلجأ لخدمات نساء جميلات مؤثرات في إنستغرام ومشاهير معروفين في مجال صناعة المحتوى في يوتيوب لتغيير صورتها لدى الرأي العام العالمي، والتي تضررت كثيرا بسبب سجل السعودية الحقوقي الكارثي والأزمة الإنسانية في اليمن وجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن نساء حسناوات ورجال مشاهير من أوروبا وأستراليا نشروا خلال الفترة الأخيرة على حساباتهم على إنستغرام التي يتابعها مئات الآلاف صورا لمناظر طبيعية من السعودية، ولا سيما لمنطقة العلا السياحية شمالي غربي السعودية، المعروفة أيضا باسم مدائن صالح.
وقد لجأت السعودية إلى توظيف شركة العلاقات العامة المسماة "جيت واي" المملوكة للأمير تركي الفيصل آل سعود لترتيب رحلات مدفوعة الأجر لمشاهير في مواقع التواصل وصناعة المحتوى الإعلامي والأسفار.
وتوفر سلطات الرياض لهؤلاء المؤثرين والمؤثرات طائرات مروحية لنقلهم في إطار زيارات سياحية إلى جزر في البحر الأحمر ومنطقة العلا الصحراوية، في محاولة لتحسين صورة المملكة في العالم عن طريق صور ينشرها هؤلاء المشاهير على صفحاتهم في مواقع التواصل.
لا انتقادات
وتنبه غارديان إلى أن هؤلاء المشاهير وهم ينشرون صورا عن زياراتهم السياحية للسعودية لا يشيرون من قريب أو بعيد إلى انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة من قبيل اعتقال وتعذيب أكاديميين وعلماء دين وصحفيين ونساء مدافعات عن حقوق المرأة، إضافة إلى مسؤولية المملكة في الأزمة الإنسانية في اليمن.
وتقول ريحان إسماعيل الأكاديمية في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع للجامعة الوطنية بأستراليا، إن الرياض أنفقت ملايين الدولارات لتحسين صورتها لدى الغرب، ولا سيما عقب اغتيال الصحفي خاشقجي.
وتضيف الأكاديمية أن المؤثرين في مواقع التواصل الذين يقومون برحلات سياحية في إطار برنامج تموّله الحكومة السعودية، لا يطلعون على الواقع في شموليته داخل المملكة، و"بالتالي فإنهم يتحدثون عن تغير داخلها باتجاه إطلاق الحريات، في حين أن الأمر يتعلق بدولة قمعية".
مؤثرون أستراليون
(363 ألف متابع في إنستغرام) والمؤثرة الأسترالية في مواقع التواصل تارا وايتمان (1.3 مليون متابع)، وذلك بغرض الترويج لصورة السعودية لدى السياح الأستراليين الشباب.
وكان سكانو (22 عاما) قد صوّر فيلما عن المملكة في فبراير/شباط 2018 بث على يوتيوب للدعاية للسياحة فيها، وأثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة إزاء المصور الأسترالي لقبوله المشاركة في برنامج زيارات سياحية تمولها حكومة الرياض.
ويقول المصور الأسترالي إنه قبل دعوة المسؤولين في السعودية لاعتبارات متعلقة بعمله الإبداعي، نافيا أي علاقة لذلك بالاعتبارات السياسية.
وتشير صحيفة غارديان إلى أنها اتصلت بقرابة خمسين شخصية مؤثرة في مواقع التواصل في أستراليا الذين وافقوا على المشاركة في زيارات سياحية للسعودية مدفوعة الثمن، أو شاركوا في إعلانات عن المملكة مدفوعة الأجر.
إلغاء مقابلات
وتضيف الصحيفة أن اثنين من هؤلاء المؤثرين الأستراليين ألغيا مقابلات مع غارديان قبل خمس دقائق من موعدها، وقالا إن هيئة السياحة السعودية بعثت رسالة تطلب فيها من المؤثرين المتعاقدين معها عدم الحديث إلى وسائل الإعلام.
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نشرت قبل أكثر من أسبوع تقريرا قالت فيه إن مؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتابعهم ملايين الأشخاص، يتعرضون لانتقادات حادة لدعايتهم للسياحة في السعودية.
فقد كتب متابعون لهؤلاء المؤثرين تعليقات تنتقد مشاركتهم في تحسين صورة بلد يعتقل فيه النشطاء والناشطات، وتتورط قيادته في اغتيال خاشقجي لمجرد انتقاده للسياسات الحكومية.