[ وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية بالخرطوم ]
استدعت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد، السفير المصري بالخرطوم، احتجاجاً على استمرار اعتقال الطالب السوداني وليد عبد الرحمن في مصر، بتهمة المشاركة في التظاهرات ضد نظام عبد الفتاح السيسي.
واتهم الإعلامي المصري عمرو أديب الشاب السوداني بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، والتخطيط ضمن خلية تضم عدداً من الأجانب للقيام بـ"أعمال تخريبية" في مصر.
وذكرت الخارجية السودانية، في بيان، أنها عبّرت للسفير المصري حسام عيسى عن قلق أسرة الطالب المعتقل والحكومة السودانية وعامة المواطنين حيال الطريقة التي تمّ التعامل بها معه، وعدم تمكين السفارة السودانية حتى الآن من زيارته وتقديم المساعدة القنصلية والقانونية له.
وشدد وكيل الخارجية السودانية، صديق عبد العزيز، في البيان، على ضرورة ضمان سلامة الطالب المعتقل ومنحه كل حقوقه القانونية والابتعاد عن محاكمته إعلامياً، وتمكين السفارة من مقابلته.
ورأى المسؤول السوداني أن "البلدين يتجهان نحو تعزيز التعاون الثنائي بينهما في جميع المجالات ولا ينبغي السماح بالممارسات التي تعيق مثل هذا التعاون وتسيء لأجواء العلاقات بين البلدين".
وبحسب بيان الخارجية السودانية، فقد التزم السفير المصري "بنقل ما أبلغه به الوكيل إلى السلطات المصرية المختصة"، وأوضح أنه سيتم تمكين السفارة السودانية في القاهرة من مقابلة الطالب المعتقل اليوم. كما وعد بمعاملة الطالب وفقاً للقانون، مؤكداً حرص حكومته على الأجواء الإيجابية الحالية في العلاقات بين البلدين.
وشارك آلاف السودانيين، اليوم، في وقفة احتجاجية، أمام القنصلية المصرية في الخرطوم، للمطالبة بإطلاق سراح الشاب الذي ظهر في برنامج الإعلامي المصري عمرو أديب وهو يدلي باعترافات لم تستبعد الأسرة أن تكون قد انتزعت عبر التعذيب.
وتجمع المئات في محطة جاكسون، وسط الخرطوم، وساروا لبضع كيلومترات وصولاً إلى القنصلية المصرية، وحملوا لافتات وهتفوا بشعارات تطالب بإطلاق سراح الشاب وليد عبد الرحمن، منها "الشعب يريد حرية لوليد"، كما كتبوا عبارات على جدران القنصلية.
ونفت أسرة الشاب، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، صحة الاتهامات الموجهة إليه، بما في ذلك انتماؤه لأي تنظيم سياسي. وطالبت الأسرة وزارة الخارجية السودانية بالتدخل والتواصل مع السلطات المصرية، بما يضمن عودة آمنة لابنها إلى بلاده، كما أصدرت السفارة السودانية بالقاهرة بياناً قالت فيه إنها تتواصل مع السلطات المصرية حول القضية.
من جهة أخرى، قال مشاركون في الوقفة الاحتجاجية إن وزارة الخارجية السودانية أبلغتهم باستدعاء السفير المصري وطلب معلومات حول اعتقال الشاب.
وطبقاً لزهير الدالي، أحد المحتجين، فإن موكباً تحرك إلى وزارة الخارجية وسلمها مذكرة تطالب بإطلاق سراح الشاب السوداني فوراً. وأضاف الدالي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المسؤولين في الوزارة اجتمعوا بالوفد باعتباره ممثلاً للمحتجين وأسرة الشاب المعتقل. وخلال اللقاء، أكد المسؤولون السودانيون أن الخارجية تتابع القضية مع السلطات المصرية، وأن السفير المصري وعد بالرد على ما جاء في الاستدعاء في غضون الساعات المقبلة.