[ بدء الحملة الإنتخابية لمرشحي الرئاسة التونسية ]
انطلق مرشحو الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس، اليوم الإثنين، في حملاتهم الانتخابية؛ وفي الوقت الذي اختار بعض المرشحين الانطلاق من المناطق الشعبية في محاولة منهم لاستمالة أكبر قاعدة جماهيرية، انطلق آخرون من مناطق داخلية بتونس، بينما اختار أحد المرشحين الانطلاق من مقبرة الجلاز "وفاء لأرواح الشهداء".
وبادر مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، عند منتصف الليل، بوضع صورته في إطار يحمل رقم ترشحه في منطقة باب سويقة بالعاصمة تونس، وكان مرفوقا برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من أنصار الحركة.
وتولى أنصار رجل الأعمال نبيل القروي، الذي تم سجنه أخيرا بسبب شبهات في قضية تبييض أموال، قد وضع صورا له في أماكن حددتها هيئة الانتخابات.
وفضّل مرشح حزب "تحيا تونس" يوسف الشاهد بدء حملته الانتخابية من أحد الأحياء الشعبية، وتحديدا بمنطقة الكبارية بضواحي تونس العاصمة، واختار الشاهد شعار "تونس أقوى".
وقال الشاهد إن برنامجه "مبني على تصور واقعي انطلاقا من خبرته وتجربته في الحكم طيلة السنوات الثلاث الماضية"، مشيرا إلى أنه برنامج "سيغير تونس التي ستكون لديها مناعة"، وأنه "استفاد من العراقيل والمكبلات التي ساهمت في تعطيله".
وأكد الشاهد على "أهمية تعزيز المنظومة الأمنية لتكون أقوى، والعمل على دبلوماسية خارجية مبنية على الحياد الإيجابي، وذات فاعلية في القضايا الإقليمية التي تهم تونس، وجلب الاستثمار وغزو أسواق جديدة".
واختار المرشح للانتخابات الرئاسية سعيد العايدي مدينة تطاوين، جنوب تونس، لبدء حملته الانتخابية، عازيًا سبب اختيارها إلى "أهميتها في الجنوب، وحتى تكون الدولة موجودة في كل المناطق التونسية".
وأكد أن "صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة، ولكن لا بد من ضرورة النهوض بالمناطق المهمشة"، مضيفا أن "رئيس الدولة تبقى له المسؤولية في تحقيق الوحدة الوطنية، وتطوير العلاقات بين دول المغرب العربي، ودفع المشاريع بين تونس وليبيا".
واختار المرشح عبيد البريكي الانطلاق من مقبرة الجلاز لبدء حملته الانتخابية، مؤكدا أن "هذا الخيار هو لمسة وفاء لروح شهداء الثورة وللشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي".
وبيّن أنه "زار أيضا ضريح كلّ من الطاهر الحداد والزعيم فرحات حشاد، إيمانا منه بدورهما في بناء الدولة التونسية والنهوض بالفكر التقدمي"، وقال إنه "لا بد من أن تبنى المنظومة الجديدة على أنقاض القديمة، وليس إعادة إنتاجها".
وقرر الرئيس السابق منصف المرزوقي لقاء أنصاره في مدينة صفاقس، والتي سيعقد فيها عديد الاجتماعات الشعبية في إطار حملته.
واختار مرشح تيار "المحبة"، الهاشمي الحامدي، الذي يقدم نفسه على أنه مرشح الطبقات الشعبية الانطلاق من مسقط رأسه سيدي بوزيد، مؤكدا أن من أولوياته الصحة والفلاحة، وأنه سيلتقي بالمواطنين للتباحث حول مشاغلهم.
ويرى المحلل السياسي حمزة المدب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اختيار أماكن الحملات الانتخابية "خضع لأبعاد رمزية ورسائل سياسية أراد كل حزب أو مرشح إطلاقها"، مبينا أنه "لا يوجد مكان موحد انطلق منه المرشحون، بل كل طرف أراد الانطلاق على طريقته؛ فالنهضة مثلا بدأت منذ منتصف الليل، أي منذ بدء الحملة، في تعليق صور مرشحها، وسارع قياديوها إلى الانطلاق في أغلب المحافظات وإلصاق صور مرشحهم، وذلك في رسالة للقواعد، وحتى الرأي العام، بأنها على أتم الاستعداد للانتخابات وأنها تنطلق بصفة موحدة".
وقال المدب إن خيار الشاهد منطقة الكبارية، التي تعتبر منطقة شعبية، بمثابة دليل على أن "الحركة قريبة من قواعدها ومن الطبقة الشعبية وناخبيها، خلافا لما يروج، وخاصة بعد كل ما قيل عن أن الحركة بعيدة عن الفئات الشعبية، وأن المرشح القروي استمال هذه الطبقات لفائدته.
ورأى أن اختيار المرشح عبيد البريكي مقبرة الجلاز "كان لبعد رمزي ولكسب شرعية ما في غياب شرعية شعبية، وهو ما تشترك تقريبا كل الأحزاب في التركيز عليه".