[ رئيس الوزراء السوداني المكلف عبدالله حمدوك ]
قدم رئيس الوزراء السوداني الجديد عبد الله حمدوك جردا سريعا بأهم أولوياته في الفترة القادمة، وذلك بعد أدائه اليمين الدستورية بالقصر الرئاسي في الخرطوم أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس القضاء المكلف عباس علي بابكر.
وقال رئيس الوزراء السوداني المكلف عبد الله حمدوك إنّ أولويات الفترة المقبلة هي إيقاف الحرب وبناء السلام المستدام، والعمل على حل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب أدائه اليمين إنّ الفترة المقبلة يجب أن تركز على بناء اقتصاد قائم على الإنتاج وليس على المعونات الهبات، مشيرا إلى أنهُ أصبح رئيس حكومة لكل السودانيين.
وحدد حمدوك مجموعة من الأولويات والخطوات في مجالات عديدة منها السياسي والاقتصادي ستعمل عليها حكومته في الفترة القادمة.
المجال السياسي
ففي المجال السياسي قال إن الأولوية ستكون لبناء دولة القانون والعدل، وإرساء نظام ديمقراطي تعددي في السودان نحترم فيه اختلافاتنا وتنوعنا، مشيرا إلى أن الخلافات عادية في السياق الديمقراطي ويجب البحث عن الجوانب المشتركة للوصول لبر الأمان.
وقال إنه سيركز أيضا على وضع سياسة خارجية معتدلة تراعي المصلحة العليا للبلاد.
المجال الاقتصادي
وفي المجال الاقتصادي؛ قال إن هدف حكومته سيكون هدفنا معالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة لكيلا يعتمد السودان على الهبات.
وأكد أن القطاع المصرفي في السودان شارف على الانهيار ولابد من إعادة هيكلته.
وتعهد بوضع خطة لمعالجة قضايا التضخم وتوفر السلع والعناية بالقطاعات المنتجة.
وقال إن السودان هو السادس في حجمه بإفريقيا، ويجب أن يحتل المكانة اللائقة به على الصعيد العالمي، مشددا على أن حكومته ستضع خطة للتعاطي مع التحديات الطارئة.
وأضاف أن هناك تجارب اقتصادية عالمية يمكن المزج بينها في ضبط توجهات حكومته التي ينتظر الإعلان عن تشكيلتها في وقت لاحق.
وقال إن هناك قضايا لا تقبل المساومة مثل معالجة الفقر ومجانية التعليم والصحة.
إدارة الخلافات
ودعا حمدوك -في تصريح صحفي بمطار الخرطوم- إلى إرساء نظام ديمقراطي تعددي يتفق عليه كل السودانيين، مبينا أن السودان منذ الاستقلال لم يشهد توافق النخب السياسية حول إدارة خلافاتهم عبر مشروع وطني جامع، وقال إن الأولوية هي لبناء نظام ديمقراطي تعددي، داعيا لإدارة الخلافات ضمن منظومة الحكم الجديد.
كما نادى بضرورة الاتفاق على برنامج يدور حول كيفية حكم السودان، وليس مَن يحكم السودان، داعيا جميع الأطراف للعمل مع بعض حتى تتغير أوضاع البلاد، وتتجه إلى آفاق أرحب من التنمية والازدهار، وعبر عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن تلبية لقرار الشعب.
وأشار إلى أن المرحلة القادمة تتطلب تضافر جهود أبناء الوطن وتوحيد الصف من أجل بناء دولة قوية، مشيرا إلى أن السودان يمتلك موارد هائلة يمكن أن تجعل منه دولة قوية تقود القارة الأفريقية.
وأعلنت قوى التغيير -قائدة الحراك الشعبي- مؤخرا اتفاقها على تولى حمدوك رئاسة الوزراء خلال الفترة الانتقالية.
وحمدوك حاصل على درجة الدكتوراه في علم الاقتصاد من كلية الدراسات الاقتصادية في جامعة مانشستر البريطانية.
وعمل حمدوك سنوات أمينا عاما للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وخبيرا اقتصاديا في مجال إصلاح القطاع العام والحوكمة بالسودان.