[ الكثير من الغموض يكتنف وجهة الناقلة الإيرانية بعد مغادرتها مياه جبل طارق (رويترز) ]
قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الثلاثاء إن بلاده ستتخذ كل ما بوسعها من إجراءات لمنع ناقلة النفط الإيرانية من تسليم شحنتها لسوريا، بينما قالت اليونان إن الناقلة لم تطلب الرسو بأحد موانئها بعدما أفرجت عنها سلطات جبل طارق نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف بومبيو في تصريحات للصحفيين "أوضحنا أن أي أحد يلمسها، أي أحد يدعمها، أي أحد يسمح لسفينة بالرسو، يواجه خطر التعرض لعقوبات من الولايات المتحدة".
وتابع "إذا اتجهت تلك السفينة مجددا إلى سوريا فسنتخذ كل الإجراءات الممكنة بما يتسق مع تلك العقوبات من أجل منع ذلك".
وغادرت الناقلة الإيرانية "أدريان داريا1" التي كانت تعرف باسم "غريس1" جبل طارق الأحد الماضي بعدما رفعت العلم الإيراني بدلا من علم بنما. وأظهرت بيانات تتبع السفن أمس الثلاثاء أن السفينة متجهة إلى ميناء كالاماتا جنوبي اليونان، وأنه مقرر أن تصله الاثنين المقبل الموافق 26 أغسطس/آب الجاري.
تصريح يوناني
غير أن وزير التجارة البحرية اليوناني يوانيس بلاكيوتاكيس صرح أمس بأن الناقلة الإيرانية لم تطلب الرسو بأي ميناء يوناني، مضيفا أنه يتابع الموضوع مع وزارة الخارجية اليونانية.
وجاء تصريح الوزير ردا على تساؤلات بشأن معلومات أوردها الموقع الإلكتروني المتخصص بتعقب حركة السفن "مارين ترافيك"، تفيد بأن الناقلة الإيرانية كانت أمس على بعد 100 كلم تقريبا من سواحل شمال غربي مدينة وهران الجزائرية.
ونقلت وكالة أنباء أثينا الرسمية عن مصدر دبلوماسي يوناني قوله إن بلاده على اتصال مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالناقلة الإيرانية، دون أن يذكر ما هو الإجراء الذي ستقدم عليه أثينا.
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة أنها نقلت "موقفها القوي" إلى الحكومة اليونانية بشأن الناقلة الإيرانية التي تحمل نحو مليوني برميل من النفط. وتريد واشنطن احتجاز الناقلة على أساس أن لها صلات بالحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه أميركا ضمن المنظمات الإرهابية.
جبل طارق
وكانت سلطات جزيرة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني قد أطلقت سراح السفينة التي كانت محتجزة قبالة ساحلها، بعد أزمة استمرت خمسة أسابيع بشأن ما إذا كانت تنقل نفطا إيرانيا إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي على نظام بشار الأسد.
ورفضت سلطات جبل طارق طلبا من وزارة العدل الأميركية لاحتجاز الناقلة الإيرانية مجددا بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن بلاده حذرت واشنطن عبر سفارة سويسرا في طهران من عواقب وصفها بالوخيمة في حال إيقاف ناقلة النفط. وأضاف في تصريح صحفي أن أي إجراء أميركي لإيقاف الناقلة يعد تهديدا لأمن الملاحة في المياه الدولية.
ناقلة أخرى
وفي سياق متصل، نقلت قناة "فوكس" الأميركية عن مصادر استخباراتية أن ناقلة محملة بالنفط الإيراني متجهة إلى سوريا ستتوقف في دبي للتزود بالوقود، مما يشكل انتهاكا للعقوبات الأميركية المفروضة على دمشق.
وذكرت المصادر للقناة أن الناقلة اسمها "بونيتا كوين"، وحُملت يوم 2 أغسطس/آب الجاري بنحو 600 ألف برميل في جزيرة خَرْج الإيرانية.
وأوضحت أن الناقلة ستفرغ حمولتها في سفينتين سوريتين تحملان اسم "القادر" و"الياسمين" في البحر الأبيض المتوسط بعد انطلاقها من دبي في رحلة تستغرق شهورا، حيث ستمر بالقرن الأفريقي إلى البحر المتوسط.