[ رئيس الوزراء العراقي يزور معسكر للحشد الشعبي تعرض للقصف ]
ضربت انفجارات الثلاثاء معسكرا آخر للحشد الشعبي في العراق، فيما يعتقد أنه قصف جوي جديد لمخازن مفترضة لأسلحة إيرانية، فيما تشير تقارير إلى أن إسرائيل هي من شن هذه الغارات في إطار حملة لتقويض نفوذ إيران العسكري بالمنطقة.
فقد قالت مصادر محلية وأمنية في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) إن سلسلة انفجارات وقعت داخل مقر تابع لأحد فصائل الحشد الشعبي في مدينة بلد التي تقع في القسم الجنوبي من المحافظة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.
وأضافت المصادر أن نحو ثمانية انفجارات وقعت في قرية البوحشمة نتيجة انفجار مخزن للسلاح تابع لـ"كتائب الإمام علي".
ونقلت وسائل إعلام مقربة من الحشد الشعبي عن قيادات في الحشد قولها إن معلومات أولية تشير إلى أن الانفجارات لم تكن عرضية، ورجحت المصادر ذاتها أن يكون الانفجار ناجما عن قصف جوي، وهو ما أكده أيضا مصدر من الفصيل العراقي، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وبالتزامن، نقلت مصادر إعلامية إٍسرائيلية عن مصادر صحفية خارجية أن قاعدة بلد الجوية تعرضت لهجوم، وأن انفجارات شديدة دوّت في مواقع تؤوي مليشيات مدعومة من إيران.
وقال مدير مكتب الجزيرة في بغداد وليد إبراهيم إن الانفجارات خلفت حرائق كثيرة، وأضاف أن عشرة فرق إطفاء أُرسلت لإخماد الحرائق، مشيرا إلى أنباء عن إجلاء عسكريين أميركيين من قاعدة بلد الجوية القريبة التي تضم طائرات إف 16 التي اشتراها العراق من الولايات المتحدة.
وأفاد بأن الحكومة العراقية ترفض الحديث بشكل صريح عن التفجيرات التي استهدفت خلال شهر واحد أربعة مقار للحشد الشعبي رغم أن هناك مصادر عراقية مطلعة تؤكد أن كل هذه الحوادث وقعت بسبب قصف جوي، في حين يشير البعض إلى أن القصف تم بواسطة طيران إسرائيلي مسير أو غير مسير.
وبعد الانفجار مباشرة، تضاربت الروايات حول ما إذا كانت الانفجارات وقعت جراء قصف بطائرة مجهولة أم بسبب قذائف هاون. وقال شهود إن الانفجارات تسببت في تطاير صواريخ مخزنة إلى بساتين قريبة وإلى قاعدة بلد الجوية.
والمقر القريب من قاعدة بلد الجوية هو رابع مقر للحشد الشعبي يشهد انفجارات "غامضة" شملت معسكر الصقر في منطقة أبو دشير جنوب بغداد ومعسكر الشهداء في منطقة "آمرلي" بمحافظة صلاح الدين.
ورجحت مصادر عراقية قصف المعسكرين بطائرات مسيرة، وتحدثت بعض تلك المصادر عن احتواء معسكر الصقر على أسلحة إيرانية. وقد أصيب ما لا يقل عن شخصين في معسكر الشهداء، في حين قتل شخص وأصيب آخرون في معسكر الصقر.
وعلى خلفية ما وقع في معسكرات الحشد الشعبي، قرر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلغاء جميع الموافقات الخاصة بالطيران العسكري في أجواء البلاد وحصرها بيده فقط، وأعلن التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة التزامه بتنفيذ هذا القرار.
دور إسرائيل
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح أمس إلى مسؤولية إسرائيل عما يعتقد أنها غارات جوية على معسكرات الحشد الشعبي بالعراق.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن نتنياهو قوله للصحفيين خلال زيارة إلى أوكرانيا "ليس لإيران حصانة في أي مكان"، مضيفا أن أيدي إسرائيل طويلة وستتحرك ضدها أينما تستدعي الحاجة.
وتابع أن الإيرانيين يواصلون التهديد بالقضاء على إسرائيل ويبنون قواعد عسكرية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لتحقيق هذا الهدف، معتبرا أن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 ساعد إيران على تصعيد ما وصفه بعدوانها المتزايد، وأضاف "سنتصرف ضدهم أينما كان ذلك ضروريا، ونحن نتصرف حاليا بالفعل".
وأقرت تل أبيب بأن طائراتها نفذت غارات كثيرة على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، وتعهد نتنياهو مرارا بمنع إيران من تثبيت أقدامها على الأراضي السورية.
وفي وقت سابق، قال بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق إنه من خلال طبيعة نيران حريق مخازن العتاد في معسكر الصقر جنوب بغداد، يظهر أن الأسلحة التي انفجرت غير عادية ولا تستعملها القوات العراقية ولا حتى الحشد الشعبي.
وأضاف في تغريدته "نعتقد أنها عبارة عن أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناء على وشاية عراقية خائنة"، في إشارة إلى إسرائيل.