[ رتل عسكري يدخل ريف ادلب الجنوبي ]
قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام السوري قصفت محيط رتل عسكري تركي وصل إلى ريف إدلب الجنوبي الذي يشهد مواجهات عنيفة مع قوات المعارضة المسلحة.
ونقل المراسل عن مصادر عسكرية أن الرتل مؤلف من نحو أربعين آلية عسكرية، بينها دبابات وعربات مدفعية وعشرات الجنود.
وأضافت المصادر أن الرتل تعرض لقصف جوي قرب معرة النعمان من قبل النظام السوري، أوقع قتلى وجرحى من فصيل معارض مرافق للرتل، وأصاب جنديين تركيين.
وأكدت المصادر للجزيرة أن مزيدا من التعزيزات التركية بدأت الدخول إثر عملية استهداف الرتل التركي بمرافقة طائرات حربية وطائرات استطلاع، مع استمرار القصف المكثف لقوات النظام السوري على الطريق الواصل بين معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
وقال مصدر عسكري تركي من الرتل التركي المتحرك إن القوات التركية ستتمركز بالقرب من خان شيخون، بهدف إنشاء نقطتي مراقبة لضمان استمرار إمداد النقطة التاسعة في مورك والنقطة العاشرة في شير مغار بريف حماة، والتي من الممكن أن تقعا تحت الحصار في ظل العمليات العسكرية الحالية.
وأكد المصدر أن التحركات العسكرية التركية اليوم تأتي ضمن مساعي وقف تقدم قوات النظام السوري التي تسعى لقضم مناطق جديدة بريفي حماة وإدلب.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن الرتل التركي بصدد إنشاء نقطة مراقبة قرب مدينة خان شيخون.
وفي وقت سابق اليوم، ندد النظام السوري بدخول الرتل العسكري التركي إلى سوريا، ووصفت وسائل إعلام رسمية الخطوة التركية بـ"السلوك العدواني للنظام التركي"، مؤكدة أنه "لن يؤثر بأي شكل على عزيمة الجيش السوري على الاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين".
محاولات اقتحام
وتحاول قوات النظام السوري مدعومة بقوات روسية خاصة ومليشيات إيرانية ومليشيا حزب الله اللبناني، اقتحام مدينة خان شيخون من الجهة الغربية مع استمرار عمليات القصف والتحرك من الجهة الشرقية.
واستطاعت قوات المعارضة السورية صد الهجوم ومحاولات الاقتحام عبر تفجير عربتين مفخختين وتدعيم الجبهة الغربية وإيقاف زحف القوات المهاجمة، رغم كثافة القصف الجوي الذي تنفذه بشكل مستمر منذ ساعات أكثر من عشر طائرات حربية ومروحية.
ووصلت أمس الأحد أولى التعزيزات من "الجيش الوطني" التابع للمعارضة والمتواجد في ريف حلب، إلى مناطق الاشتباكات على طول جبهات ريف إدلب الجنوبي بالتنسيق مع الجبهة الوطنية للتحرير.
وقال الناطق باسم الجيش الوطني يوسف حمود للجزيرة إن قواتهم وصلت بالفعل لنقاط المواجهة، ودخلت خط المعارك إلى جانب الفصائل المقاتلة في ريف إدلب ودفعت بقوات وأسلحة نوعية لوقف تقدم النظام ومن المقرر أن ترسل تعزيزات أخرى.
وأشار المحلل السياسي فراس فحام -في حديثه للجزيرة نت- إلى "اقتناع تركيا بأن الطرق الدبلوماسية والسياسية لن تدفع روسيا لوقف الهجوم على حماة وإدلب، وأنه لا بد من الضغط العسكري وتعزيز نقاط المراقبة التركية في مورك شمال حماة والنقاط جنوب شرق إدلب".
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن القوات الحكومية السورية اقتحمت مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب صباح اليوم الاثنين، بعد السيطرة على حاجز الفقير الذي يعد مدخل المدينة الشمالي الغربي.
ونقلت عن قائد ميداني يقاتل مع قوات النظام السوري قوله إن "القوات الحكومية السورية والمجموعات الموالية لها بدأت عملية اقتحام مدينة خان شيخون بعد السيطرة على حاجز الفقير -والمعروف بحاجز المدجنة- الذي يعتبر المدخل الشمالي الغربي لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة التي تكبدت خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد".
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مدنيا على الأقل قتل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات جوية سورية وأخرى روسية استهدفت محافظة إدلب.
وأضاف المراسل أن الطائرات الروسية شنت غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار على مدينة خان شيخون بريف إدلب استخدمت خلالها صواريخ ارتجاجية.
وأوضحت المصادر أن مدينة معرة النعمان وحدها تعرضت لأكثر من عشر غارات جوية روسية بصواريخ ارتجاجية.